أهم 10 شركات أمريكية ستستثمر في الصناعات الصيدلانية بالجزائر تترقب واشنطن، من خلال شراكتها مع الجزائر لصناعة الأدوية وحضور أهم 10 شركات أمريكية في هذا المجال، أن تصبح الجزائرسنغافورة إفريقيا والشرق الأوسط، وتريدها أن تكون إيرلندا الأوروبية. ويأتي تحرك واشنطن ردا على تحركات فرنسا وطرحها 12 ملفا للاستثمار، وتأكيدا على تفوق تعاملاتها مقارنة بباقي الأجانب عندنا. وقعت الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية، أول أمس بالعاصمة، على بروتوكول اتفاق في مجال البيوتكنولوجيا وصناعة الأدوية، من شأنه أن يمهد الطريق للجزائر كي تصبح قطبا إقليميا هاما في هذا المجال، على غرار سنغافورة في آسيا وإيرلندا في أوروبا، يمكن للجزائر أن تكون في المستقبل القريب قطبا للصناعة البيوصيدلية بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. وفي تصريح للصحافة على هامش حفل التوقيع، أكد وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، قائلا: “سندخل عهدا جديدا من الاحترافية من خلال هذه الشراكة”، موضحا أن الجزائر تقدم كل الضمانات والفرص للشركات الكبرى لضمان الاستثمار الأجنبي، مضيفا أن الأمريكيين قد درسوا الوضع عندنا من الناحية السياسية والاقتصادية وكذا بالنسبة للوسائل البشرية والمادية قبل أن يقع عليها الاختيار. واعتبر الوزير أن الموقع الجغرافي للبلد ساهم أيضا في خيار واشنطن، كونها بوابة إفريقيا التي تطل على أوروبا. وأردف ولد عباس يقول: “إن أهم 10 شركات أمريكية لصناعة الأدوية اختارت الجزائر عن دراية، لأنها واعية بالمزايا التي يوفرها لها الاستثمار في الجزائر، وهي مزايا ثابتة”، يضيف في ذلك: “ستمكنها من التحول إلى قطب هام في الصناعة البيوصيدلانية بالمنطقة”. كما ستتم مباشرة العمل ابتداء من الأسبوع المقبل بمدينة سيدي عبد الله بالعاصمة لبدء إنجاز المشروع، وسيتم انتخاب لجنة تتكفل بالدراسات والمشاورات. من جهته قال رئيس منتدى الأعمال الجزائري - الأمريكي، إسماعيل شيخون، إن التعاون الجديد يهدف إلى تشجيع الصناعة الصيدلانية في الجزائر “وجعلها بمثابة سنغافورة جديدة، وقطبا جذابا في مجال البحث والتجديد في اختصاص الأدوية والطب”، وأضاف أنه مثلما كان الحال بالنسبة لسنغافورة فإن التحول إلى قطب للبيوتكنولوجي وبعدها إلى مرجع في المجال لن يتم إلا من خلال “حوار ومشاورات مع الشركاء”، مؤكدا أن الأمريكيين يأملون أن تصبح الجزائر قطبا امتيازيا ووجهة إفريقيا والشرق الأوسط. كما أفاد أنه سيتم تنصيب لجنة في غضون الأسبوع المقبل “للتحاور مباشرة والشروع في العمل والخوض في التفاصيل”. وكان وزير الصناعة، محمد بن مرادي، قد أشار مسبقا إلى أن الأمريكيين قيّموا السوق الجزائرية ويعتبرونها من الآن فصاعدا كسنغافورة مستقبلية بالنسبة للمنطقة، ودعا المتعاملين الأمريكيين في قطاعي الصناعة الصيدلانية والصناعة البيوصيدلانية للتقرب واكتشاف ودراسة إمكانية إقامة شراكة في أقرب الآجال، من شأنها خلق ثروات وامتيازات تعود بالفائدة على كلا الطرفين، وتسعى الجزائر التي تستورد ثلاثة أرباع حاجياتها من الأدوية بقيمة 2 مليار دولار سنويا، إلى تقليص فاتورة استيراد الأدوية وتجهيزات الطب. ويقول متتبعو ملف البلدين، إن تحركات واشنطن جاءت ردا على تحركات فرنسا وطرحها ل 12 ملفا للاستثمار المشترك مع الجزائر، وتحاول الأولى أن تسيطر على حصص السوق الجزائرية قطاعا قطاعا، وهي تهتم بكل الشُعب المنتجة والتي تستقطب حتى الأجانب، بغية التصدير نحو إفريقيا والشرق الأوسط. ويقول الخبراء أيضا، إن واشنطن تؤكد للعالم استقرار الجزائر اقتصاديا، وكذا وجود مزايا وتحفيزات تخصّهم، وهي الآن من موقع قوة تقود الجزائر لاستقرار اقتصادي قائم على الشراكة المستدامة، وتريد تكرار تجربتها في سنغافورة، حيث وضعت هذه الدولة في متناولهم الهياكل الضرورية.