يتعرض بعض العرسان في ليلة العمر إلى مواقف طريفة قد تترك ذكرى سعيدة تتحوّل إلى قصص في المستقبل يروونها لأبنائهم، وأخرى تكلل بنهاية تعيسة أو محزنة تبقى راسخة في الأذهان أفسدت عليهم أهم يوم في العمر. تتميز أعراس كل منطقة من وطننا الحبيب بتقاليد وعادات وطقوس خاصة بها، ولعل القاسم المشترك بينها هو الفرحة التي يتقاسمها الأهل فيما بينهم بزواج أحد فلذات أكبادهم. وفي محاولة منا لاستطلاع الموضوع، ارتأت "الفجر" أن تعود بذاكرة البعض إلى الوراء واسترجاع بعض المواقف التي تركت بصماتها في قاموس ذكرياتهم. نسيان حقيبة العروس، الفستان الأبيض وخاتم الزواج من إحدى المواقف هناك الكثير من المواقف التي لطالما سمعنا عنها وكنا شهود عيان عليها في أعراسنا، جعلت من العروس أو العريس في موقف لا يحسد عليه، نتيجة أخطاء حدثت بالصدفة وأخرى مقترنة بسهو البعض وعدم المبالاة والتركيز من قبلهم. وفي هذا الإطار روت لنا سناء متزوجة منذ سنتين بأنها لم تلبس فستان زفافها الأبيض، لأنه كان من المفترض من أخيها أن يحضره لها من محل الكراء ولم يفعل ذلك. من جهة أخرى، نجد أن بعض العرائس نسين حقيبة ملابس التصديرة في إحدى سيارات موكب العرس التي ارتدينها في قاعة الحفلات، وهو الأمر الذي أوقعهن في حرج وأجّل موعد إطلالتهن على الضيوف، وهو ما جاء على لسان صباح التي لم يمر على زفافها سوى أسبوع، إذ أنها نسيت حقيبة ملابسها في السيارة، والأسوأ من ذلك أن السيارة التي بها الحقيبة غادرت مكان العرس باتجاه آخر، ما جعل عائلتها تقوم بعملية بحث دامت ساعة كاملة. كما أن العريس أيضا يتعرّض إلى مثل هذه المواقف، حيث كشف لنا سمير بأنه نسي خاتم الزواج في البيت ولم يحضره إلى قاعة الحفلات، ولم يكتشف الأمر إلى حين همّ بتلبيسه لعروسه، ما جعله يصاب بالخجل. حالة طوارئ في الأعراس للبحث عن الشموع وبدائل للكهرباء لم يعد مشكل انقطاع الكهرباء مرهونا بحالة الطقس، كما كان شائعا في الماضي، وذلك راجع إلى عملية الصيانة أو شرارة كهربائية نابعة من مكان ما، وهو ما لا يتماشى مع رغبات بعض العرائس المتواجدات عند الحلاقة أو في قاعات الحفلات وحتى في المنازل، ليجدن أنفسهن في مأزق يصعب التخلص منه، في حين هناك من يلجأ إلى استعمال جهاز توليد الكهرباء "الڤروب" لإنقاذ الموقف أو البحث عن الشموع، أما الذين لا يحوزون عليه، فليس لهم خيار آخر سوى التوسل إلى الله من أجل عودة التيار الكهربائي. ومن بين الطرائف التي وقفنا عليها في هذا الصدد، مكوث العروس مليكة قرابة أربع ساعات عند الحلاقة في طابور طويل تنتظر دورها وعودة الكهرباء، وهو ما أشعرها بالقلق لأن المدعوين بدأوا يتوافدون على المنزل وهي لا تزال حبيسة صالون الحلاقة، أضف إلى ذلك المكالمات التي كانت تتهاطل عليها في كل لحظة من قبل أفراد عائلتها للاستفسار عن حالتها. من جهة أخرى، توقف كل شيء في عرس إحدى العائلات وتحول إلى دقيقة صمت بعد الانقطاع المفاجئ للكهرباء وتوقف "الديسك جوكي"، مما أثار ارتباكا وسط عائلة العروس التي وجدت نفسها في موقف حرج. ولا يقتصر الأمر على مشكل انقطاع الكهرباء فقط، بل حتى الولائم التي تقام في المنازل نالت نصيبها من بعض المواقف الطريفة، حيث حكت لنا ابتسام أنها كانت مدعوة إلى عرس أحد أقربائها ليلا للعشاء وبعد دعوتها إلى طاولة الأكل التي كانت مزينة بما لذ وطاب من مأكولات، انقطعت الكهرباء، وبعد بضع دقائق من عودتها، لاحظت أن اللحم الذي كان موجودا في الصحن اختفى، ما جعلها تضحك بشدة. التعثر في السلالم، الشجار، تلطيخ الثوب أو حرقه وغيرها ساهمت في تشويه العرس ومن المواقف التعيسة التي تركت أثرا سلبيا في حياة البعض، نجد أن بعض العرائس تعثرن في السلالم عشية زفافهن وانكسرت إحدى أرجلهن، وأخريات أفسد زفافهن نتيجة بعض الخلافات الموجودة بين الأقارب التي أدت إلى شجار داخل القاعة ليتم توقيف العرس. وفي هذا الإطار، قالت لنا كريمة مقبلة على الزواج بأنها ألغت موعد العرس في آخر لحظة، بسبب تعثرها في سلالم منزلها وتكسر رجلها اليمنى، ما ألزمها الفراش 25 يوما كاملا. ولا تخلو أعراسنا من بعض الشجارات التي تقع بين الأقارب، نتيجة خلاف قديم أو ما شابه ذلك يؤدي إلى شجار بين هؤلاء يصل إلى حد إفساد العرس، وهو ما أكدته لنا السيدة (ق.ل) بأنها لا تربط بينها وبين أقارب زوجها علاقة طيبة بسبب مشكل الورث، لتقوم إحداهن بإشعال نار الفتنة يوم عرس ابنتها الذي انتهى بشجار كبير، لولا تدخل البعض لإصلاح الوضع. كما أن هناك بعض الحوادث التي تحدث في الأعراس كتلطيخ الثوب أو حرقه بواسطة مكواة كهربائية، لتقوم العروس بالبحث عن بديل وإلغاء الثوب من تصديرتها بالمرة، وهو ما حصل للطيفة التي قامت أختها بكيّ أحد أزيائها فحرقته دون قصد، ما جعلها تشتري فستانا آخر في آخر لحظة.