تشهد أسواق بيع مستلزمات الأعراس والمناسبات إقبالا متزايدا مع قدوم موسم الصيف، حيث تعرف زنقة وهران بمدينة القليعة بولاية تيبازة، انتعاشا وزيادة في الطلب على شراء كل ما يخص العروس العصرية من عطور وملابس وإكسسوارات وغيرها مع حلول فصل الصيف تبدأ العائلات الجزائرية في التحضير لأعراسها ومناسباتها، باعتباره من أشهر الشهور التي تقام فيه جميع الحفلات والولائم باختلاف أنواعها على غرار باقي أشهر السنة الأخرى، حيث تبدأ العروس في رحلة البحث لاقتناء مستلزماتها وحاجياتها، وفق ما يتناسب مع إمكاناتها المادية وذوقها، بالذهاب والإياب مرارا وتكرارا إلى الأسواق والمحلات استنادا إلى المثل القائل “العرس ليلة وتدبارو عام”، ولعل زنقة وهران الواقعة بمدينة القليعة من أشهر الأسواق بولاية تيبازة وأكثرها استقطابا للزبائن الذين يتوافدون عليها يوميا.. بيوت عربية تقليدية حولت إلى محلات لبيع السلع تعتبر زنقة وهران إحدى الأحياء العتيقة بالمنطقة المحتفظة بطرازها المعماري الذي يعود إلى سنوات مضت، حيث استثمرها بعض التجار وحوّلوا غرف بيوتها العربية التقليدية إلى محلات ودكاكين لبيع مختلف السلع، بعد ترميمها وإعادة إحيائها من جديد. وفي هذا الإطار، قال لنا السيد (ن.س) بائع مستلزمات العرائس بأنه يعمل بهذا المكان منذ قرابة الخمسة عشر سنة ويقصده الزبائن من مختلف ولايات الوطن، كما لديه زبائنه المعتادين، مشيرا إلى أن زنقة وهران من أقدم الأحياء في مدينة القليعة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى أنها تشبه أحد الأحياء بولاية وهران المعروف بالتجارة. من جهتها، قالت سميرة، وهي فتاة مقبلة على الزواج بأنها تقصد زنقة وهران لشراء جميع مستلزماتها، لأن كل احتياجاتها متوفرة في هذا السوق الشعبي.نفس الرأي قاسمتها إيّاه السيدة (ي.ش)، فهي من الزبونات الوفيات لزنقة وهران، باعتبار المكان قريب من مسكنها، كما أنها قامت بتجهيز بناتها الثلاثة من هذا السوق. أزياء تقليدية وأخرى عصرية على حسب الذوق ونحن نتجوّل في هذا السوق الشعبي، لفت انتباهنا كثرة محلات بيع الأزياء التقليدية، حيث تصطف الواحدة تلو الأخرى، ووجدنا النساء يتهافتن على شراء بعض أزياء التصديرة التي تمثل مختلف ربوع الوطن، ولعل زي الكاراكو العاصمي وجبة فرڤاني والقفطان المغربي هي الأكثر شيوعا من باقي الأزياء الأخرى، وهو ما جاء على لسان حياة التي لم يتبق على يوم زفافها سوى أيام معدودة، فهي قصدت زنقة وهران لشراء البدرون العاصمي كونها تتوفر على جميع الموديلات وبأسعار مختلفة. من جهة أخرى، هناك بعض الأزياء التقليدية التي يتعذّر على بعض الفتيات المقبلات على الزواج اقتناءها، نظرا لأسعارها الباهظة التي تفوق إمكانيات بعضهن، فلم تجدن سبيلا سوى اللجوء إلى كرائها من أجل الظهور بأبهى حلة يوم زفافها.وعن أسعار الكراء نجده مقترن بنوعية الزي المراد كراءه، وهو ما أكده لنا صاحب محل كراء الملابس التقليدية بأنه تقصده العرائس من كل مكان من أجل كراء زي أو اثنين، ولعل الأكثر رواجا هو زي الكاراكو وجبة فرڤاني وشدّة تلمسان التي تتراوح أسعار كرائها بين 4500 الى 8000 دينار جزائري. لوازم الحمام على حسب الطلب يعد حمام العروس واحدا من تقاليد وعادات العائلات الجزائرية، ولكل منطقة طريقتها الخاصة في الاحتفاء به، إلا أن الشيء المميز في زنقة وهران هو أن العروس تقوم باختيار موديل لتزيين الأدوات المستعملة في الحمام كالفوطة والطاسة والمفرش وغيرها من مستلزمات الاستحمام، التي تكون مزينة بالحاشية والدونتال بمختلف الألوان، على حسب ذوق العروس.وفي هذا السياق، دخلنا إحدى المحلات المتخصصة في صنع هذه الأدوات واستفسرنا عن طريقة صنعها وكذا عن أسعارها، فأجابنا أحد صاحب محل بأنه يتعامل مع فتيات ماكثات بالبيت لديهن موهبة تزيين أدوات الحمام، “حيث تأتينا طلبات من الزبونات بعد أن اخترن موديل معين، لتقمن بدورهن بتجهيزها في مدة يومين”.