كشفت مصادر مطلعة، من وزارة التربية الوطنية، أن المشاريع الأولية لتخفيف برامج الطور الابتدائي، توشك على الانتهاء وستوقع من طرف وزير التربية أبوبكر بن بوزيد هذا الخميس، مؤكدة أن نسبة حذف الدروس لن تتجاوز 10 بالمائة، دون تقليص عدد المواد للأطوار الخمسة، ما عدا “التربية الخلقية” التي ستحذف ولن تكون مادة قائمة بذاتها الأساتذة يدقون ناقوس الخطر ويؤكدون: “الإصلاح بحاجة إلى إصلاح” أكدت مصادر “الفجر” أن برامج الطور الابتدائي شارفت على الانتهاء، حيث خضعت إلى مراجعة جذرية لها، وعبر جلسات مع المفتش العام للبيداغوجيا والأمين العام للوزارة ورئيس الديوان ومسؤولين مركزيين، بعد دراسة معمقة من طرف لجان عملية متخصصة في كل مادة، مضيفة أن كل البرامج خفضت بداية من السنة الأولى إلى غاية السنة الخامسة متوسط، وقد تمت مناقشتها مرتين، حيث سترفع للإدارة العامة للوزارة قصد مراجعتها لآخر مرة، قبل إقرارها والموافقة عليها وتحويلها إلى الوزير أبو بكر بن بوزيد للتوقيع عليها، من أجل طباعتها لتكون جاهزة بداية من الدخول المدرسي المقبل، وتكون جاهزة للعمل بها وفق المواقيت الجديدة. وأوضحت ذات المصادر، أن عملية إصلاح برامج الطور الابتدائي لا يعني القضاء نهائيا على جميع الدروس، حيث لم تتعد نسبة التخفيض حسبها 10 بالمائة، وفق “الطبعة الجديدة للبرامج الخاصة ب2011”، مؤكدة أن اللجان المكلفة بذلك حذفت فقط مادة أو نشاط “التربية الخلقية” التي تخصص لها مدة 15 دقيقة مع بداية كل يوم دراسي، حيث أدمجت هذه المادة مع كل البرامج الأخرى المتعلقة على غرار مادة التربية المدنية والتربية الإسلامية، وهو ما يؤكد أن المواد الخاصة لكل سنوات التعليم الابتدائي لن تتعرض إلى حذف أو تغيير فيها، أو إدماج بعض المواد مع أخرى. وأضاف ذات المصدر أن التخفيف في البرامج خلال الدخول المقبل، لا يعني إعادة النظر في الكتب المدرسية، حيث سيتم الاعتماد على نفس الكتب القديمة بسبب ضيق الوقت، وسيتم اللجوء فقط إلى حذف الدروس التي لا تدخل في البرامج الجديدة، على أن يتم التحضير لطباعة كتب جديدة بداية مع 2012 لكي تكون جاهزة في الدخول 2012 / 2013. وفندت مصادر “الفجر” لجوء وزارة التربية إلى طباعة ثلاثة كتب في السنة، وتخصيص كتاب مدرسي لكل فصل دارسي، من أجل تخفيض وزن محافظ التلاميذ، مؤكدة أن هذه المشكلة تعالج بالأدراج. وفي المقابل دعا معلمو المدارس الابتدائية مقاطعات الجزائر - شرق، وفي بيان لهم، إشراكهم في عملية الإصلاح الموجه لمرحلة التعليم الابتدائي، والمشاركة في عملية التجديد والإبداع، منتقدين الأخطاء الفادحة لمضامين الكتب والدروس، في ظل الإعاقات الجسدية والذهنية للتلاميذ جراء هذه الإصلاحات. وكشف هؤلاء عن نقاط هامة تدفع التلميذ إلى مستوى يتناسب مع معطيات العصر والتخفيف من الحجم الساعي المبالغ فيه وغير المنطقي، حيث تمت الإشارة إلى الكتب المدرسية التي أشرف عليها أساتذة جامعيون، التي تتنافى مع مستوى وسيكولوجية الطفل، ناهيك عن الأخطاء الفادحة في المضمون والنصوص الركيكة والصور التي لا علاقة لها بالدروس، مع الكم الهائل لهذه الكتب التي أتقلت كاهل التلاميذ وسببت لهم إعاقات ذهنية وجسدية، مؤكدين أنه من غير المعقول الاعتماد على ذات الكتب. وتطرق البيان إلى دروس الرياضيات التي تحولت إلى مشاكل فعلية يعاني منها التلميذ خاصة في الطور الأول، مطالبا بإعادة النظر في برامج التربية العلمية والتكنولوجية وإلغاء التجارب الخيالية الخاصة بهذه المادة. كما طالب الأساتذة الوزارة بتغيير دروس مادة التاريخ والجغرافيا لتلاميذ السنة الثالثة وتبسيطها حسب المستوى العقلي للطفل في هذا السن، وبناء البرامج على أساس التسلسل المنطقي بين جميع المستويات، ولتحسين سلوكيات الطفل وأخلاقياته دعا أساتذة التعليم الابتدائي إلى دمج دروس التربية الإسلامية والمدنية في كتاب واحد، والاعتماد على نصوص لها قيمة لغوية ولكتاب معروفين في كتب القراءة. كما اقترح ذات البيان زيادة ساعات الدراسة باللغة الفرنسية ليتمكن التلاميذ من المادة، خاصة أن مصطلحاتها أصبحت تستعمل في كتب الرياضيات وكتب اللغة العربية.