تحوّلت منطقة شنوة على بعد 2 كلم عن عاصمة الولاية تيبازة، إلى وكر للسكارى والمنحرفين، متخذين من الطبيعة ملاذا لشرب الخمر وتعاطي المخدرات بأنواعها، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على سحرها وأفقدها بريقها، في ظل غياب العنصر الأمني الذي عزّز من تواجد قطّاع الطرق في هذا المكان حطّت “الفجر” رحالها في منطقة شنوة، أسطورة المرأة الحامل، التي تمتاز بسحر طبيعتها العذراء التي تجمع بين زرقة البحر وخضرة جبالها، هذه المنطقة التي وللأسف فقدت بريقها وتحوّلت إلى وكر للسكارى والمشردين الذين يتوافدون عليها في العطل وفي نهاية الأسبوع لممارسة الرذائل بمنأى عن أعين الأمن الساهرة على راحة المواطن. من لؤلؤة الساحل إلى بارات لمعاقرة الخمر شنوة الغنية عن كل تعريف ورمز الحضارة الرومانية، تلك المنطقة الساحلية التي كانت في الماضي مقصد العائلات لقضاء أيام العطل والاستجمام فوق كورنيشها الذي يزينه فرخ الطاووس، يلتقطون فيها أجمل صورهم التذكارية، إلا أن صورتها الجميلة اليوم انقلبت رأسا على عقب وأضحت مكانا لتجمع السكارى والمنحرفين الذين يحملون معهم قارورات الخمر ويحتسونها علنا أمام مرأى الناس دون حياء أو خجل، بالإضافة إلى أصوات الموسيقى الصاخبة المنبعثة من مكبرات صوت السيارات. والشيء الملفت للانتباه هو أن هناك الكثير من العائلات تتوافد عليها من أجل قضاء وقت ممتع رفقة الأهل والأحباب، غير أنه حين مشاهدتها لهؤلاء الأشخاص المشبوهين تواصل سيرها وترفض التوقف، بسبب المنظر البشع الذي حوّله مجموعة من الشبان وحتى الفتيات إلى بارات مفتوحة ومتنقلة. وفي هذا الشأن، تحدثنا مع بعض العائلات التي قصدت المكان بحثا عن الترفيه وقضاء بعض الأوقات للاستجمام، حيث كشف لنا رب عائلة قدم من العاصمة رفقة أولاده عن تذمره واستيائه للوضع والحالة المزرية التي آلت إليها هذه المنطقة بعدما كان يضرب بها المثل في جمالها ونظافتها، ومكان للتباهي أمام السياح والزائرين من خارج الوطن. من جهتها، قالت لنا سيدة أخرى جاءت رفقة ضيوفها القادمين من ولاية غرداية “بأنها أتت بهم إلى شنوة من أجل قضاء أجمل الأوقات، إلا أنهم بمجرد وصولهم اصطدموا برؤية هؤلاء الشباب وهم في هذه الحالة خاصة في الفترات المسائية”. مركز عبور يتحول إلى وكر لقطّاع الطرق وللاستفسار عن آراء بعض المواطنين الذين يقطنون بالقرب من هذه المنطقة التي تعتبر مركزا للعبور إلى بعض الأماكن أو البلديات المجاورة الأخرى عن الوضع السيئ الذي آلت إليه هذه المنطقة، وفي هذا الإطار قال السيد (ك.م) الساكن بمنطقة البلج التي لا تبعد عن شنوة إلا ببضع كيلومترات “أصبح من الصعب المرور بتلك المنطقة في النهار نتيجة اكتظاظ السيارات والدراجات النارية المصطفة على جهتي الطريق الرئيسية وعلى حافة الكورنيش”.أما فيما يخص الاعتداءات والسرقة، كشف لنا سيد آخر يقطن بمنطقة شنوة بلاج بأنه قد تعرض جاره منذ ستة أشهر لاعتداء وكان رفقة عائلته عند عودته ليلا إلى بيته من طرف مجموعة من قطّاع الطرق الذين جردوه من ممتلكاته واعتدوا على زوجته، مضيفا بأنه أودع شكوى لدى مصالح الأمن ضد هؤلاء. عائلات تشتكي ولا حياة لمن تنادي أعربت جل العائلات القاطنة بمنطقة شنوة ل”الفجر” عن استيائها إزاء الوضع المزري الذي يعيشه سكانها، ناهيك عن غياب العنصر الأمني الذي بات يشكل خطرا على حياتهم وسلامتهم. وفي هذا الصدد قال لنا السيد (غ.ف) صاحب مطعم قائلا “الكثير من العائلات تقدمت بشكوى لدى مصالح الأمن مطالبين بضرورة توفير الأمن، خاصة في الفترات المسائية، إلا أنه لم يستجب لأي نداء، واكتفوا فقط بمرور دوريات للدرك الوطني”. وأردف صاحب وكالة عقارية آخر بأنه في موسم الاصطياف تكثر الحركة في المكان، والكثير من العائلات تفضل التوجه إلى منطقة شنوة دون باقي الأماكن الأخرى لأنها تطل على الساحل، لذا يطالب هذا الأخير من الجهات المعنية أن تخصص حاجزا أمنيا دائما في هذه المنطقة لتجنب الوقوع في مشاكل لا يحمد عقباها.