هاهو المواطن يدفع مرة أخرى ثمن التصرفات غير المسؤولة لعمال شركة النقل بالسكك الحديدية ومسؤوليها، حيث لاتزال حركة سير القطارات لخطوط الضواحي “الجزائر-العفرون”، و”الجزائر-الثنية” مشلولة، بعد الإضراب المفاجئ بسبب إقدام رؤساء القطارات، في تصرف غير مسؤول، على التوقف عن العمل والدخول في إضراب كرد فعل لهم على إلغاء التعليمة التي أصدرتها الإدارة العامة مؤخرا، تسمح لهم بالركوب إلى جانب السائقين الميكانيكيين، وهذا بعدما رفض هؤلاء أن يجلسوا بجانبهم في مقصورة القيادة الخاصة بهم. يبدو أن إضراب القطارات والحالات الفجائية بالتوقف عن العمل بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، من قبل تارة السائقين الميكانيكيين وهذه المرة رؤساء القطارات صنع الحدث خلال اليومين الأخيرين، وأصبح تنقل المسافرين وزبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، مرهونا ومرتبطا بالمواقف الصادرة عن هؤلاء، خاصة ما تعلق بالاحتجاج والإضراب عن العمل، ما جعل المواطنين يعبرون عن استيائهم وغضبهم من هذه التصرفات التي اعتبرها تصرفات لامسؤولة لأن الثمن يدفعه المواطن ويكون هو الضحية، في غياب أدنى رد فعل أو قرار من طرف الجهات المسؤولة للحد من مثل هذه التصرفات اللامسؤولة، والتي تضرب عرض الحائط حق المواطنين في التنقل وتسبب مشاكل، خاصة بالنسبة للموظفين الذين يصلون في غالب الأحيان متأخرين إلى مناصب عملهم نتيجة غياب المسؤولين، وتحول شركة السكك الحديدية إلى سوق لا حاكم عليه. وفي ذات السياق، صب المواطنون من مستعملي النقل بالسكك الحديدية، جام غضبهم على الشركة وعمالها، وكذا وزارة النقل التي تقف موقف المتفرج في كل مرة يتصرف فيها العمال دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح المواطنين، مستغربين تصرف الأمس من طرف رؤساء القطارات، بعد الإضراب الأخير لعمال القطارات، والذين استفادوا من خلاله برفع الأجور، مؤكدين أن مثل هذه المواقف غير المسؤولة وسكوت الوزارة، دليل على أن المواطنين ليس له أي قيمة لديها. من جانبها، أكدت مصادر “الفجر”، أن الإدارة العامة، سارعت أول أمس الجمعة، لاحتواء إضراب السائقين الميكانيكيين، الذين توقفوا فجأة عن العمل بسبب تعليمة أصدرتها الشركة تسمح لرؤساء القطارات بالركوب إلى جانبهم في مقصورة القيادة، حيث رفض السائقون هذا الإجراء، ودون سابق إنذار أضربوا، ما جعل العديد من الرحلات التي كانت مبرمجة صباح أول أمس إلى إلغاء الأمر الذي سبب للمسافرين معاناة كبيرة خاصة أولئك الذين كانوا رفقة عائلاتهم وأبنائهم، حيث احتاروا أين يذهبون وأي وسيلة نقل يركبون، لاسيما الذين كانت رحلاتهم مبرمجة تجاه وهران. وقالت ذات المصادر ل “الفجر” أمس، إن رؤساء القطارات لما علموا بأن الإدارة العامة ألغت التعليمة التي كانت تجيز لهم الركوب بمقصورة القيادة الخاصة بالسائقين الميكانيكيين، لم يقبلوا بالأمر، واعتبروه إجراء ضدهم، ما دفع بهم بعدما قرر السائقون الميكانيكيون استئناف العمل، التوقف عنه والدخول في إضراب، كرد فعل على موقفهم، بالرغم من أن المعنيين كلهم زملاء في العمل في شركة واحدة ويشرفون على تسيير رحلات القطار. وأضافت ذات المصادر أن الإدارة وقفت عاجزة أمام هذا الأمر الذي أربك العمال وجعل الشركة تتعرض لخسائر إثر توقف رحلات خطوط الضواحي “الجزائر-العفرون”، و”الجزائر-الثنية”، وهو ما لم يقبله المواطنون، الذين ألفوا استعمال القطار وركوبه، معلنة أن جمعية عامة تكون عقدت أمس خاصة برؤساء القطارات لمناقشة الأمر ودراسته في محاولة منهم لتجاوز هذه الوضعية التي أحدثت شللا في حركة سير القطارات وألغت العديد من الرحلات.