ألغيت، أمس، كل رحلات الطيران من وإلى مطارات الجزائر، على مستوى الخطوط الداخلية والخارجية، بسبب الحركة الاحتجاجية التي شنها مضيفو الطائرات، بعد انتهاء المهلة المتفق عليها لتجسيد مطالبهم المهنية والاجتماعية المرفوعة للوصاية، مهددين بمواصلة الإضراب وشل حركة الملاحة الجوية إلى غاية الاستجابة لهم احتجز المئات من المسافرين لساعات طويلة في مطارات الجزائر، أمس، بسبب إلغاء كافة الرحلات الجوية، الداخلية والخارجية، بسبب الإضراب الذي شنه مضيفو ومضيفات الخطوط الجوية، ابتداء من الساعة الرابعة صباحا نهار أمس، حيث توقفت الملاحة الجوية في كل مطارات الجزائر مع الإبقاء على تقديم الحد الأدنى من الخدمات، إلى غاية الاستماع لانشغالاتهم والاستجابة لمطالبهم المشروعة. وفي هذا السياق، قال ياسين حماموش، رئيس نقابة مضيفي ومضيفات الخطوط الجوية الجزائرية “ملاحي الطيران التجاري”، في تصريح ل”الفجر”، “إن قرار الدخول في هذه الحركة الاحتجاجية جاء نتيجة تماطل الإدارة في الاستجابة الفعلية لمطالب المضربين، وذلك بعد تلقيهم وعودا بتجسيدها على أرض الواقع، حيث أن الإدارة استجابت في وقت مضى لمطالب المضربين، وطمأنتهم بإيجاد حل لوضعيتهم”. وأشار ذات المتحدث إلى أن الإضراب جاء كخيار أخير نتيجة عدم الخروج بنتيجة مرضية من اجتماع الإدارة بممثلي المضربين المنعقد مساء أول أمس، وهو الاجتماع الذي علّق عليه الأمل في إيجاد حلول للوضع المتأزم. وأضاف حماموش أن الحركة الاحتجاجية التي شنها المضيفون أمس لاقت استجابة كبيرة حيث أن الإضراب شل كل الرحلات الداخلية والخارجية في كل المطارات، ويتعلق الأمر بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة ومطارات قسنطينة، وهران، عنابة وسطيف. وأوضح ذات المسؤول أن الوضع عاد إلى نقطة البداية حيث أن المدير السابق وعد المضربين بالنظر في جملة المطالب وتسوية أجور المضيفين، وهو ذاته ما وعد به المدير الجديد محمد الصالح بولطيف، الذي أبدى موافقة مبدئية على مطالب المضربين. وحسب المتحدث فإن اجتماع أمس الأول لم يخرج بنتيجة، وعليه قرر المضيفون والمضيفات الدخول في إضراب مفتوح إلى غاية الاستجابة الفعلية لمطالبهم. واستأنفت حركة الملاحة الجوية عملها بعد الإضراب الأخير الذي شنه مضيفو الطيران بمطار هواري بومدين، وذلك بعد أن أسفرت المفاوضات بين المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية مع ممثلي مضيفي ومضيفات عن الاستجابة لمطالب المحتجين، حيث أن الإدارة وافقت على تلبية مطالب 800 مضيف ومضيفة، وأكدت على تحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية في أقرب وقت، وتم الاتفاق على الاستجابة لكافة مطالب العمال، وإيجاد حلول لها في أجل أقصاه ثلاثة أسابيع، لكن الأجل انقضى ولم يتحقق شيء. وأضاف ذات المصادر أن المضيفين عادوا للإضراب والاحتجاج مرة ثانية، وشل جميع الخطوط الداخلية والدولية إلى حين الاستجابة لهم، وتحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية. ورفع المضربون نفس المطالب الاجتماعية والمهنية التي حملوها في المرة السابقة، والتي تتمحور أساسا حول رفع الأجور والمنح، حيث طالب المحتجون بإعادة النظر في سلم الأجور بما يتماشى مع ما يتقاضاه نظراؤهم في الدول الأخرى، ورفع منحة التنقل خارج الوطن، كما طالبوا بإعادة النظر في سلم الأجور والتنقيط حسب سنوات الخبرة والأقدمية، زيادة على المطالبة بقانون أساسي ينظم مهنة مستخدمي الطيران الخاصين وخاصة المستخدمين التقنيين للملاحة.