تسعى مئات الشركات العربية هذه الأيام إلى استدراج الجزائريين خلال شهر رمضان، وتحويلهم إلى زبائن أوفياء لمنتجاتها التسويقية، وتمتد هذه الشركات على طول شريط الشرق الأوسط، ومصر وتونس، كما تزعم أنها تمثل علامات من تركيا ودول أوروبية وأخرى آسيوية وأمريكية. في إعلاناتها عبر الأنترنت، تستهدف هذه الشركات بقوة الجزائريين، وتعلن في كل مرة عن رغبتها في إقامة شراكة تسويقية، تُمهد لمشاريع الاستثمار التجاري والتصنيع والإنتاج لاحقا، وتستخدم لغة القرابة والجودة والنوعية الأوروبية في البلاد العربية. وتؤكد هذه الشركات في إعلاناتها أيضا أنها تمثل مئات العلامات وتسوق عدة منتجات أوروبية، آسيوية وأمريكية، وهي في ذلك تسعى إلى إغراق السوق الجزائرية "بما لذ وطاب" من السلع الرمضانية خصوصا، وكذا مختلف المنتجات التي تعد من ضمن أساسيات قائمة السلة الغذائية ليوميات الجزائريين. ولعل أهم محور للمرور إلى السوق الجزائرية، تعتمد هذه الشركات على الخضروات والفواكه، وبعض المنتجات غير المتوفرة بالجزائر، كما تعتمد على أصناف غذائية جديدة، ترغب في إقحامها في عادات الجزائريين، وهي تستغل بدرجة أولى انضمام الجزائر إلى منطقة التبادل الحر العربية، وميزة الإعفاء الجمركي لعدد من السلع المتداولة عربيا. ونجد من بين مئات الشركات العربية، شركات من مصر تستثمر في القطاع الفلاحي، إذ أعلنت شركة تنشط بالإسكندرية، عن استعدادها للتعامل بالشراكة مع جزائريين، لتسويق منتجاتها عندنا، وقدمت قائمة لمختلف المنتجات التي تسوقها، معلنة عن رغبتها أيضا في إقامة فرع تجاري لها هنا بالجزائر. وإلى جانب هذه الشركة نجد أخرى من السعودية، تنتج أيضا نفس السلع ولها نفس الرغبات، وهي نفس الميزة التي تميز باقي الشركات العربية، الناشطة في الخليج، من الكويت إلى الإمارات العربية وصولا إلى اليمن وسوريا، وكذا شركات أخرى تتواجد بتونس والمغرب، وما يميز إعلانات هذه الشركات أيضا، اهتمامها بسلة الغذاء ومحاولة التركيز أكثر على مائدة رمضان، بالتشهير للخضر والفواكه، تماشيا مع حرارة الصيف وأذواق الجزائريين وشهيتهم التي تنصب في هذه الخانة، وكأن لهذه الشركات دراسات معتمدة ومعمّقة، مكّنتها من معرفة عادات وتقاليد الاستهلاك لدى الجزائريين. وفي خطوة نحو تفعيل مخططاتها التجارية، كشفت هذه الشركات عن تفاصيل محتويات سلعها ومنشأ السلع، كما فصّلت في عدد من النقاط فيما يخص التعاملات والمبادلات، في حين أن الشركات الجزائرية غائبة إشهاريا ولا وجود لها سوى في عدد من الإعلانات التي تنصب في خانة الخدمات لا غير، بالرغم من وجود إنتاج وطني فلاحي يتم تصديره إلى أوروبا والسعودية وبعض الدول العربية، وفي المقابل اللجوء إلى استيراد علامات أجنبية، ما أكسب المستهلك الجزائري عادة الاعتراف والنظر إلى المنتوج الأجنبي دون الجزائري.