تبحث جمهورية تتارستان "التتار" الواقعة بمحاذاة جبال الأورال الفاصلة بين آسيا وأوروبا، والتابعة إقليميالروسيا، عن الاستثمارات العربية والجزائرية على أرضها، وتريد أن تضفي صبغة إسلامية على استثماراتها، لا سيما وأنها تعد موطن اللغة العربية منذ العهد العباسي إلى غاية 1928 قال رئيس هذه الجمهورية، رستم مينيخانوف "إننا نهتم بتعزيز التعاون التجاري - الاقتصادي مع العالم العربي والجزائر"، مشيرا إلى وجود فرص استثمارية كبرى ببلده، تضاف إلى نجاح المصارف الإسلامية في مواجهة الأزمة الأخيرة عندهم. واعتبر في تصريحاته الإعلامية أن جمهورية التتار، تعد ثالث أهم إقليم في الاتحاد الروسي، وهي بوابة عبور الروس إلى العالم الإسلامي، وبوابة أوروبا للنفط والغاز لغناها بالمعادن والثروة الباطنية والطبيعية، رغم أنها أرض حبيسة، ويقطنها نحو 4 ملايين نسمة حاليا. ولقد أعدّت هذه الجمهورية مساحات تجارية وأخرى للتصنيع، خصصتها للجزائريين والعرب، ممن يرغبون في الاستثمار هناك، ولا تزال هذه الجمهورية تحافظ على كيان اللغة العربية، التي كانت أساس تعاملاتها منذ العهد العباسي، إبّان حكم الخليفة المأمون إلى غاية 1928، ثم استبدلت بالأبجدية اللاتينية، وفي عام 1938 عُدّلت إلى التترية الأبجدية السلاقية الروسية، ولا تزال لحد اليوم لغة التفاوض التجاري مع العالم. وبحسب رئيس الجمهورية، فإن القلة فقط في العالم يعرفون أن تتارستان هي إحدى المناطق الروسية الأبرز على صعيد الإمكانات الاقتصادية، في إشارة منه إلى ضعف سياسة روسيا التسويقية عموما، موضحا أن بلاده تنشط بقوة، بهدف لفت الأنظار وجذب استثمارات عربية وإسلامية. وشدّد في تصريحاته التي نقلت بعضها جريدة الحياة، على أن أساس التعاون الاقتصادي مع الجزائر والعرب، يكون من خلال العلاقات التجارية وتسويق المنتجات الصناعية، التي تنتجها شركات تتارستان، خصوصا مع الاهتمام بإنتاج مواد غذائية، ما يؤمن ساحة للتعاون في مجال الإنتاج الزراعي، مؤكدا استعداد بلاده لدراسة كل الاقتراحات في ذلك، انطلاقا من إنشاء مشاريع مشتركة أو توفير الأراضي أو تصدير المواد الغذائية. وبيّن أن حجم التبادل التجاري مع العرب قد بلغ 450 مليون دولار في 2010، شكّلت صادراتهم 441 مليون دولار. وتعتمد تتارستان أساسا على تصدير الشاحنات الثقيلة من طراز "كاماز"، ومنتجات مصنع "كازان" للمروحيات والبصريات والمعدات، ولفت إلى التعاون القديم والناجح بين الطرفين، واعتبر العراق أكبر شريك تجاري، تليه سوريا والسودان والكويت، ثم الإمارات التي أعلن عن فتح مكتب إقليمي بها لشركة "كاماز"، كما يدرس فتح فرع بالسعودية بالنظر إلى الإقبال المتزايد من مصر والسودان، كاشفا عن وجود مخطط للتصدير إلى الجزائر وليبيا واليمن، وطالبا من كل هذه الدول الاستثمار في مختلف القطاعات ببلاده، باعتبارها همزة وصل بين القارتين الآسيوية والأوروبية، وكذا تركيا وعرب الشرق الأوسط. مصنع البتروكيمياء ينتظر استثمارات الجزائريين ولفت الانتباه، الرئيس التتري، إلى جهود التعاون في قطاع السياحة، وإلى توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثقافي مع بلدان عربية على مدى السنوات الخمس الماضي. وتحدث الرئيس عن أبرز المشاكل التي تعيق تقدم التعاون التجاري والاقتصادي بين الطرفين، مشيرا إلى إعداد برامج إصلاح طويلة المدى، وبذل جهود إضافية من أجل تحسين المناخ الاستثماري والتجاري العام، وقال إن عمليات إعادة هيكلة واسعة النطاق، تجري حاليا لرفع القدرة التنافسية الصناعية، لضمان تطوير القطاعات الرئيسة، مؤكدا أن الشركات الصناعية الكبرى تشهد حالات تحديث، ويتم إدخال التقنيات المبتكرة وتعزيز الآليات التقنية لقاعدة الإنتاج، معلنا عن قرب إنجاز واحد من أضخم المشاريع الصناعية في السنوات العشر الأخيرة في مجال صناعة البتروكيماويات، هو مجمع صناعي ومصفاة في "نجني كامكس" بقدرة إنتاج عالية، يرغب لو أن الجزائريين والعرب يشاركونهم في هذا الاستثمار الضخم، للتصدير مستقبلا إلى آسيا وأوروبا.