يشهد قصر المعارض، منذ الخميس الماضي، إقبالا جماهيريا مكثفا على مختلف أجنحة معرض الجزائر الدولي في طبعته ال 44، ويتوقع مسؤولو الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير "سافكس" أنت يصل عدد الزوار حتى اليوم الأخير من هذه التظاهرة، الاثنين المقبل، قرابة نصف مليون زائر 30 إلى 40 بالمائة منهم من فئة المهنيين المحترفين.وقد حظي الجناح المركزي الذي يضم الشركات الاقتصادية العمومية والخاصة الناشطة في مختلف المجلات على حصة الأسد من الزوار، نهاية الأسبوع، مما يفسر الأهمية والأولوية لتي بات يمنحها المواطن المستهلك للإنتاج الوطني. وقد قامت "الأمة العربية" باستطلاع عبر كافة أجنحة قصر المعارض التي تضم أزيد من 1000 شركة عبر أكثر من 20 جناحا، وتحدثت إلى المواطنين ومسؤولي أجنحة الشركات العارضة. وقد لمسنا توجها جديدا لدى المواطن الجزائري الذي أصبح يعطي لمقاربات الجودة والنوعية الأهمية اللازمة، في ظل تنامي ظاهرة المنتجات المقلدة والمزيفة.
المعرض.. باروميتر لقياس جودة ونجاعة المنتوج الجزائري
في الجناح المركزي التقينا ب "فاطمة.ع" وهي موظفة في سلك التعليم قالت: "جئت مع أبنائي للاطلاع أولا على المستوى الذي بلغه الإنتاج الوطني، وثانيا لمعرفة جديد التكنولوجيا في اجنحة شركات البلدان الصناعية الكبرى. والحقيقة، أنني ذهلت للمستوى الرفيع الذي بلغه الإنتاج الوطني من حيث أولا التكنولوجيا وأيضا مستويات المطابقة وحتى التنافسية للمنتج الأجنبي، وسيما الآسيوي. والحقيقة أنني ذهلت لما سمعت أن تجهيزات تكنولوجية من الجيل الرابع والخامس جزائرية الصنع مائة بالمائة وهي تصدر إلى الأسواق الأوروبية، هذا مشجع للغاية". أما "فريد.س"، فقد قال: "أنا شخصيا أرى أن هذا المعرض هو "بارومتر" حقيقي لقياس مدى تطور المنتوج الجزائري مقارنة بغيره من منتجات الدول الأخرى، وقد أجريت مقارنات بسيطة في حقل تصنيع العتاد الكهربائي والكهرومنزلي، وتوصلت إلى قناعة أن المنتج الجزائري بات يضاهي المنتج الآسيوي ويتجاوزه في أحيان كثيرة من حيث الجودة وعمر استخدام التجهيزات، وأيضا في مجال تصنيع وتحويل المواد الغذائية والصناعات نصف مصنعة والصناعات الخفيفة، أرى أنه من الضروري الأخذ بيد هذه المبادرات للشركات العمومية والخاصة ومرافقتها في الأسواق الخارجية، فلا أرى وأنا أنظر إلى كل هذا التطور الذي بلغته الصناعات المحلية وفي كل المجالات مانعا من اقتحام المنتجات الجزائرية الأسواق الأوروبية وأسواق الشرق الاوسط". والحقيقة ان القطاع الصناعي الخاص، وبدرجة أقل العمومي، حقق وثبة مهمة في غضون السنوات الأخيرة.
الفرنسيون والأتراك بكل قوة
وقد تجولنا بعدها في أجنحة الدول الأوروبية، والبداية كانت من الجناح الفرنسي، حيث تعرض أكثر من 115 شركة فرنسية منتجاتها. ومعلوم أن فرنسا تشارك هذا العام في المعرض في ظروف مميزة تطبع علاقات البلدين على الصعيد الاقتصادي والتجاري، حيث تم الاتفاق عشية انطلاق هذه التظاهرة على تفعيل أكثر من 15 مشروعا استثماريا بصيغة الشراكة قبل نهاية العام الجاري، وذلك خلال الأيام الجزائرية الفرنسية حول الشراكة والاستثمار التي عقدت يومي 30 و31 ماي المنقضي. وقد لمسنا اهتماما متزايدا من طرف المتعاملين الفرنسيين بالسوق الجزائرية خلال العامين الماضيين.. وفي هذا الصدد، كشف لنا مسؤول الغرفة الباريسية للصناعة والتجارة أن حكومتي البلدين أدركتا المصالح الإستراتيجية التي تربطهما وقد وضعتا خلافاتهما السياسية جانبا من أجل إعطاء دفع جديد للعلاقات الاقتصادية، مؤكدا أن الغرفة التي ترافق في المعرض أكثر من 40 شركة فرنسية هي حاليا بصدد مفاوضات مع نظرائهم الجزائريين من أجل شراكات جديدة، لا سيما في القطاعات غير المستغلة. أما في الجناح التركي، فالحركية متواصلة وقد استقطب الجناح منذ اليوم الأول الخميس الماضي أعدادا كبيرة من الزوار الجناح يضم أكثر من 150 شركة تركية بعضها تنشط في السوق الجزائرية عن طريق استثمارات مباشرة خالصة أوبصيغة الشراكة مع المتعاملين الجزائريين وبعضها الآخر يدرس حاليا عشرات المشاريع مع المتعاملين الجزائريين، والحقيقة أن تركيا حرصت على تنويع استثماراتها بالجزائر وقد كان الجناح محل زيارة رئيس الجمهورية خلال حقل الافتتاح واستمع شخصيا الى شروح بعض المتعاملين الأتراك الذي قرروا رفع استثماراتهم في الجزائر على المدى القريب والمتوسط، خصوصا وان اسطنبول لمست إرادة جادة من السلطات الجزائرية لتقديم كافة التسهيلات للمتعاملين الأتراك للاستثمار في الجزائر.
وعلى غرار أجنحة فرنسا وتركيا، شهد الجناح الأمريكي أيضا إقبالا مكثفا سيما من طرف المتعاملين الجزائريين في الفترات الصباحية المخصصة للمهنيين وأيضا جناح البرازيل والصين وألمانيا والهند ومصر.. وقد عبر كل المتعاملين الأجانب المشاركين في هذه التظاهرة، عن استعدادهم للاستثمار في البلاد وهم حاليا بصدد البحث عمن شركاء. أما تونس وكعادتها، بقيت وفية لمشاركتها في معرض الجزائر الدولي، حيث سجلت أكثر من 25 شركة حضورها في المعرض، وقد استقطب الجناح أعدادا كبيرة من الزوار الجزائريين. ويستمر المعرض، حتى الاثنين المقبل، وجدير بالذكر أن الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير "سافكس" جندت كافة إمكانياتها لإنجاح هذا الموعد الاقتصادي الهام.