يترقّب الجزائريون هلال شهر رمضان العظيم في ليلة الشك، حيث تحرص العائلات وككل سنة على اقتناء اللوازم الضرورية الخاصة بالشهر الفضيل. وفي هذا الشأن ارتأت "الفجر" القيام برصد الأجواء في بعض الأسواق وكذا الشوارع تنقلت "الفجر" إلى بعض شوارع العاصمة وكذا المناطق المجاورة لها للوقوف على أحوال الناس عشية ليلة الشك، حيث وجدنا اكتظاظا كبيرا للعائلات في الأسواق وهي تتسارع فيما بينها لاقتناء بعض اللوازم والمشتريات الضرورية تحسبا للشهر الفضيل، فعلى غرار العادات التي ألفتها العائلات الجزائرية كتنظيف بيتها وتزيينه فرحا بحلول هذا الأخير، تعكف أخريات على شراء التوابل التي تضفي على أطباقنا التقليدية نكهة خاصة. كما لاحظنا أن الكثير من النسوة يقصدن محلات بيع الأواني الجديدة كالقدر والصحون وغيرها من الأواني التي تزين مائدة رمضان، ومن أجل استفسار بعض آراء النسوة اقتربنا من إحداهن التي كانت بصدد شراء بعض اللوازم من سوق مارشي 12 ببلوزداد، حيث كشفت لنا هذه الأخيرة أنها معتادة في كل رمضان من كل سنة على تغيير ديكور منزلها وكذا شراء أواني جديدة تحضيرا لشهر رمضان. وأردفت أخرى قائلة بأن شهر رمضان لا يحلو لها إلا بتغيير بعض الأواني وشراء مستلزمات جديدة. من جهة أخرى، لا يقتصر التحضير لرمضان على شراء الأواني أو بعض المواد الغذائية فقط، بل هناك من العائلات من تعمد إلى تغيير فرش منزلها، وذلك بشراء أفرشة وأغطية جديدة. رمضان أمامنا وحر الصيف وراءنا، فأين المفر؟ ومن خلال الجولة الميدانية التي قادتنا إلى بعض الشوارع وجدنا أن البعض، بل الأغلبية لا يتلفظون سوى بعبارة "الحرارة مرتفعة"، وآخرون يردّدون عبارات مختلفة مثل: "رمضان جاء في فصل الصيف، كيف نتعامل مع العطش؟" وغيرها من الكلمات المتداولة وكأن شهر رمضان كابوس يطارد الجميع. وفي هذا الإطار، قال السيد (ف.س)، موظف بإحدى الشركات "أنه سعيد بقدوم شهر رمضان لأنه شهر التوبة والغفران، مشيرا إلى أنه يكثر من شرب الماء في الأيام العادية وهمه الوحيد فقط هو العطش لا أكثر. وفي ذات السياق، قالت السيدة (ح.ل) ربة منزل بأنها اعتادت على الصيام في مثل هذه الشهور، مضيفة بأن جيل اليوم هو الذي سيصعب عليه الصيام، وحسب قولها فإن الله سبحانه وتعالى سينزل الرحمة ويمر علينا هذا الشهر مرور الكرام كسائر الأشهر الأخرى. حالة طوارئ في ليلة الشك انتظر أكثر من 36 مليون جزائري بيان وزارة الشؤون الدينية بفارغ الصبر أمام شاشة التلفزيون للإعلان عن أول أيام شهر رمضان، حيث وقفنا أمام العديد من المواقف والطرائف حصلت لبعض الأشخاص في تلك الليلة. وفي هذا الشأن روت لنا سميرة، طالبة جامعية عن إحدى طرائفها وكيف انقطع التيار الكهربائي في الوقت الذي كان سيبث فيه الإعلان عن أول أيام رمضان، وأضافت قائلة بأنها لجأت إلى الاتصال بإحدى قريباتها من خارج الولاية لمعرفة ما أسفر عنه البيان. ومن بين حالات الطوارئ التي تحدث في مثل هذه الليلة هو التسابق إلى الحمامات، حيث نجدها مكتظة عن آخرها بالزبائن، ناهيك عن ضبط المنبهات من أجل التسحر وتغيير أوقات العمل وإعداد برنامج جديد تحسبا للشهر الفضيل.