أكد ألان أنتيل الباحث الفرنسي المتخصص في شؤون الإفريقية والساحل الصحراوي، أن الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل تتعاون مع شبكات الجريمة المنظمة لتأمين نقل المخدرات، وفي مقدمتها الكوكايين القادمة من كولومبيا والبيرو وبوليفيا إلى منطقة الساحل الصحراوي، مرجعا انخراط العديد من الشباب في الحركات الجهادية إلى قلة فرص العمل وعجز الحكومات عن توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين. أعطى الباحث الفرنسي، أمس، خلال ندوة صحفية نشطها بمقر مركز الدراسات الإستراتيجية ببن عكنون، خلفية سوسيولوجية عن انتشار الجريمة المنظمة بمنطقة الساحل وفي مقدمتها تجارة المخدرات، التي قال إنها إحدى الوسائل التي تؤمن بها الشبكات والأشخاص الذين يتعاملون مع هذه الشبكات احتياجاتهم. وأعطى مثالا عن أحد الشبان الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية بشمال مالي، بعد فشله في الحصول على أية وظيفة دون وساطة، ليقوم بعد سنة من مغادرته عائلته بالقيام بتفجير انتحاري للسفارة الفرنسية، مشيرا إلى أنه التقى عائلة الشاب وتعرف عليها عن قرب، حيث لم تكن لدى هذا الشاب في السابق أي ميول للحركات الجهادية. وأرجع سبب تنامي ظاهرة الجريمة المنظمة التي يتابعها منذ سنة 2005 بعدة بلدان إفريقية، إلى نتائج التوجهات التي فرضها كل من البنك العالمي والأفامي، معتبرا أنهما المسؤولان عن الوضعية الاقتصادية لتلك البلدان، الأمر الذي ترتب عنه انعكاسات سلبية على السكان، فوجدوا في الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة الوسيلة الوحيدة لتأمين تلك الاحتياجات الملحة لهم. وأشار المتحدث إلى أن البلدان الأوروبية لا تستطيع مراقبة حركة تهريب المخدرات وفي مقدمتها الكوكايين الذي يدخل من بلدان أمريكا اللاتينية للقارة الإفريقية من السواحل الغربية، لتصل عبر ممرات وطرق صحراوية إلى شمال مالي وغيرها من دول منطقة الساحل. وأكد أن الأبحاث التي قام بها في المنطقة جعلته يلاحظ الصراع القائم بين الأجيال وسط القبائل الإفريقية، مشيرا إلى أن هناك رفضا لدى السكان في تقبل جميع توجهات أعيان التوارڤ، خاصة بعد انتشار الفكر الجهادي الذي يضع المسلمين جميعا سواسية، الأمر الذي يؤمن به الشباب، لأن السلم الاجتماعي داخل القبيلة يزول ومعه الامتيازات، والتي غالبا ما تحرك بعض الشباب للانضمام للجماعات الإجرامية والتعاون مع الإرهاب. وخلص الباحث الفرنسي، في رده على بعض الأسئلة الموجهة له، للقول إن حكومات الدول الإفريقية أظهرت عجزها في مقاومة الجريمة المنظمة، الأمر الذي زاد من انتشار الأسلحة والسلع المهربة وترعرع شبكات الجريمة، وتوقع المتحدث أن تزداد الأمور تعقيدا فيما يخص شبكات الجريمة المنظمة في ظل الأوضاع الحالية ونتائج الحرب في ليبيا لأن الفوضى تساعد على نشاط هذه الجماعات أكثر.