كشف الباحث بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، ألان أنتيل، أن ما بين 80 و100 طن من الكوكايين تعبر سنويا منطقة الساحل الإفريقي وإفريقيا الغربية باتجاه الدول الأوروبية، مؤكدا على العلاقة الوثيقة بين عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشبكات المتاجرة بالمخدرات بهذه المنطقة. واعتبر ألان أنتيل، خلال المحاضرة التي ألقاها، أمس، بمركز البحوث الاستراتيجية والأمنية ''حول مكافحة الجريمة المنظمة في الساحل الإفريقي''، أن إفريقيا الغربية تحولت إلى منطقة عبور حقيقية لمادة الكوكايين، فقبل سنة 2005 كما قال، لم تكن الكمية المحجوزة من هذه المادة تتجاوز 1 طن سنويا، إلا أنه بعد العام 2005 أصبحت هذه الكمية تفوق 45 طنا سنويا، كما ارتفعت معها أيضا نسبة استهلاك هذه المادة. وتشير إحصائيات سنة 2008 بحسب ألان أنتيل إلى أن أمريكا الشمالية تستهلك 41 بالمائة من المنتوج الإجمالي لهذه المادة والمقدر أساسا ب5000 طن سنويا، أما أوروبا فتستهلك ما نسبته 26 بالمائة، وأمريكا الجنوبية تستهلك قرابة 20 بالمائة. وعن أسباب تحول منطقة الساحل الإفريقي وإفريقيا الغربية إلى منطقة عبور مادة الكوكايين، قال أنتيل إن ذلك يرجع أساسا إلى عدم إدراج قادة هذه الدول قضية مكافحة المخدرات ضمن أولوياتها، بالنظر إلى المشاكل العديدة التي يعانون منها، كل ذلك أدى على حد قوله إلى تغوّل شبكات المتاجرة بالمخدرات بعد نسجها للعديد من العلاقات مع عناصر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لتوفير الحماية لها، خصوصا في منطقة شمال مالي، كما أصبحت هذه الشبكات تستعمل مداخيلها لشراء الأسلحة والمتاجرة بها مع تزايد الصراعات والتنافس فيما بينها. وفي سياق متصل أكد باحث المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن 80 بالمائة من مداخيل تجارة الكوكايين تم تبييضها بسهولة في دول المنطقة.