اعترف الدكتور الباحث الفرنسي آلان أنتيل أمس، أن الأزمة الليبية ستكون السبب الأول في تعاظم الخطر بمنطقة الساحل الإفريقي، لاسيما مع التدفق العشوائي لمختلف الأسلحة وتهريبها، واستفادة العناصر الإرهابية منها. أعطى الخبير في شؤون الساحل الإفريقي الباحث آلان أنتيل خلال تنشيطه ندوة مركز البحوث الإستراتيجية والأمنية تحت عنوان »مكافحة الجريمة المنظمة في الساحل الإفريقي«، الانطباع بأن الوضع في منطقة الساحل سيأخذ شكلا آخر أكثر خطر مما هو عليه، قبل أن يعدد أسباب تصاعد الخطر، أجمله بتحالف الجماعات الإرهابية في الساحل مع مافيا التهريب بالمنطقة تحت غطاء المافيا الدولية التي أثبتت تعاملها المباشر مع مافيا الأنظمة الإفريقية تنشط كثيرا بالسلاح والكوكايين. لكن الخبير فضّل طرح باب التمويل لجماعات التهريب، معتبرا أن السبب المباشر هو تداول أكثر من 30 بالمائة من الثروة الإفريقية بطريقة غير قانونية، وخارج أعين الرقابة، وهو سبب كفيل بتهديد الاقتصاد الإفريقي، سرعان ما يعرف تعاظم خطره مع بروز مؤشرات تصاعد تجارة السلاح والكوكايين على محور ليبيا، شمال النيجر، شمال مالي، بفعل تدهور الوضع الأمني في ليبيا بما ينعكس سلبا على المنطقة ككل، حتى الجزائر بالرغم من رفع إجراءاتها الأمنية على حدودها. وذكر المتحدث مثال جنوب إفريقيا التي لا تعاقب قوانينها الأنشطة المالية خارج البنوك، وهي مادة خصبة لتقوية الجماعات الإرهابية وزيادة نفوذها، مؤكدا أن المافيا الإيطالية، الفرنسية والإسبانية تتقدم صدارة المافيا العالمية في تجارة السلاح والكوكايين. وبلغة الأرقام ذكر الخبير أن المنطقة الإفريقية استقبلت عشرات الأطنان من الكوكايين بلغ 46 طن منذ 2005 لغاية 2008، ومصدرها الأول هو المكسيك وكولومبيا، حيث أن 80 بالمائة من الكاوكايين تستهلكه أمريكا، مؤكدا أن الطريق الإفريقية تعتبر من أأمن الطرق العالمية في التهريب بسبب شبه غياب للمراقبة بالمنطقة، وقال »ميزة المافيا الأوروبية أنها تقبض نقدا، وهو ما سهّل نشاطها مع تداول قوي للثروة الإفريقية دون رقابة«. وبحسب الخبير آلان أنتيل فإن دول الساحل الغربي لإفريقيا هي بوابة دائمة للعصابات والمافيا، ولكن ذلك يجعلها دائما يقظة من خلال تغيير طرق نشاطها بصفة دائمة وفق الخطر المحتمل، مرجحا السبب المباشر في تصاعد قوتها هو طول الساحل الإفريقي ونقص إمكانات المراقبة، لكن اللافت بالنسبة له هو بروز العنصر النسوي ضمن هذه العصابات السنوات الأخيرة، خاصة من موريتانيا. وقال الخبير أن الحشيش المغربي أصبح يشكل خطرا على الاقتصاد الإفريقي، بالخصوص تأثيراته على الإقتصاد الجزائري والإسباني، وبوابة تسويق هذه المادة نحو إفريقيا ككل هي موريتانيا، مؤكد أن الجزائر من أكبر الدول الإفريقية المشهورة في تزوير العملات.