يعاني سكان قرى ومداشر عرش آيت مكلة، التابعة إداريا لبلدية شعبة العامر، جنوب شرق ولاية بومرداس، جملة من المشاكل في ظل غياب أدنى شروط العيش الكريم منذ فجر الاستقلال، في صمت بعيدا عن أعين السلطات الوصية، الأمر الذي انعكس سلبا على حياتهم اليومية على حد قول ممثليهم. وقال ممثلون عن سكان عرش آيت مكلة بشعبة العامر والبالغ عددهم 13 ألف نسمة، إن ما مجموعه 15 قرية تابعة للعرش منها آيت سعيد، عزوزة، أولاد تافات وأولاد عبد الله وغيرها، لم تستفد من أي مشروع يدخل ضمن برامج التنمية المحلية منذ فجر الاستقلال، مشيرين إلى الوعود المتكررة التي قالوا بأنها مجرد “حبر على ورق“ تطلقها السلطات المحلية لامتصاص غضب الشارع الذي شهد عدة موجات احتجاج بين الفينة والأخرى. مؤكدين في ذات السياق أنهم قاموا بتنظيم 4 اعتصامات أمام مقر الولاية، وأكثر من 10 احتجاجات أمام مقرات البلدية والدائرة خلال الأشهر الماضية، إلا أنهم لم يتلقوا إلا الوعود والتطمينات لا أكثر على حد قولهم، مشيرين إلى مطالبهم المتمثلة أساسا في بناء إكماليات جديدة وقاعات العلاج ومرافق عمومية مع تعبيد الطرقات وإعادة تهيئتها وتجديد قنوات المياه الصالحة للشرب. وأوضح محدثونا في ذات السياق أن الإكمالية الوحيدة المتواجدة على مستوى قرية آيت سعيد التي يدرس فيها كل تلاميذ العرش هي عبارة عن “ثكنة عسكرية قديمة” تعود للحقبة الاستعمارية، إلى جانب وجود قاعة واحدة للعلاج في قرية “آيث ثافات“ التي تعتبر خدماتها جد ضعيفة بالإضافة لافتقادها إلى طبيب مداوم. معاناة سكان عرش آيت مكلة لم تتوقف عند هذا الحد فحسب، وإنما طالت حتى الطرق الرئيسية التي تعود عملية تهيئتها لعهد الاستعمار، فهي الأخرى تشهد حالة متقدمة من الاهتراء، أما الطرق الثانوية والمسالك الفرعية فحدّث ولا حرج فهي لم تعبد إطلاقا بدليل أنها عبارة عن مسالك ترابية ليست صالحة لسير السيارات ما يجعل السكان يتنقلون عبرها مشيا على الأقدام، زد على ذلك غياب متطلبات الحياة اليومية خصوصا المياه الصالحة للشرب وانعدام الغاز الطبيعي، الأمر الذي جعل سكان العرش يعيشون حياة بدائية بكل ما تحمله من معان في ظل صمت وتجاهل السلطات التي لم تفلح سوى في بعث الوعود التي تتبخر بين ليلة وضحاها - على حد تعبير السكان-.