اعتصم أزيد من 600 مواطن من قرى ومداشر منطقة «آيت ملكة» التابعة لإقليم بلدية «شعبة العامر» جنوب شرق ولاية بومرداس أمام مقر ولاية بومرداس، احتجاجا منهم على جملة المشاكل التي نغصت عليهم حياتهم في ظل البدائية التي يعيشونها منذ عهد الاستعمار، ذلك أنهم على حد قولهم لم يستفيدوا من أية برنامج في إطار التنمية المحلية. وحسب مصادرنا فإن عدد السكان القاطنين بالقرى التابعة للمنطقة يصل إلى 13 ألف نسمة، موزعين على 15قرية، على غرار «عزوزة»، «أولاد تافات»، «أولاد عبد الله» و«آيت سعيد»، غير أن كل تلك الميزات لم تشفع لهم بحسب عدد منهم أمام المسؤولين لأجل الاستفادة من أي مشروع تنموي منذ سنوات الاستقلال الأولى وإلى يومنا هذا، ما جعلهم يعتمدون على وسائل بدائية في العيش. ومن بين جملة المشاكل التي يعيشها سكان القرى والمداشر، اهتراء الطرقات الرئيسية، والتي تصبح عبارة عن طمي ومستنقعات حين تساقط الأمطار، ومصدرا للغبار المتطاير في كل مكان صيفا، أما الطرق الثانوية فهي لم تعبد يوما وهذا ما جعل السكان يتنقلون مشيا على الأقدام، فضلا عن عزوف الناقلين عن الدخول إلى هذه القرى هروبا من المشاكل التي تخلفها على مركباتهم، فالأعطاب التي تلحق هذه الأخيرة ستكبدهم لا محلة مصاريف إضافية لإعادة صيانتها وهم في حقيقة الأمر في غنى عنها. كما يعاني تلاميذ هذه القرى من مشقة التنقل إلى غاية الإكمالية الوحيدة التي تتواجد بقرية «آيت سعيد»، ويدرس بها كل تلاميذ المنطقة المذكورة، على الرغم من أنها على حد وصفهم لا ترقى إلى أن تكون إكمالية، إنها كما جاء على لسان محدثينا عبارة عن ثكنة عسكرية قديمة تعود لعهد الاستعمال، كما أشاروا أيضا إلى المشكل المسجل بقطاع الصحة باعتبار أن الخدمات التي تقدمها قاعة العلاج "اليتيمة" بقرية «أولاد تافات» ضعيفة في ظل غياب طبيب مداوم. علاوة على مشاكل أخرى جعلت معيشة هؤلاء داخل قرى ومداشر بلدية «شعبة العامر» تتأزم يوما بعد يوم، على غرار تذبذب توزيع المياه الصالحة للشرب، ذلك أنها تغيب أكثر مما تحضر، وهو ما جعلهم في رحلة بحث دائمة عن هذه المادة الحيوية الضرورية، إضافة إلى مشكل انعدام الغاز الطبيعي وشبكتي الهاتف النقال والأنترنيت، وكذا غياب مختلف المرافق العمومية بها، وأكد محدثونا أنه وعلى الرغم من أن المنطقة استفادت من برنامج ولائي لبناء دار للشباب في قرية «أولاد سعيد» منذ أكثر من 4سنوات، إلا أنه ما يزال وإلى حد الساعة مجرد حبر على ورق، جدير بالكر أن هؤلاء المحتجين هددوا بتصعيد احتجاجهم في حال بقاء الأوضاع على حالها.