بعد التحية والتقدير لفخامتكم يؤسفني، وعيناي تذرف دموعا على وضعية هذه المكتبة، بصفتي مواطنا استفدت منها كثيرا من خلال اطلاعي على كتبها المتميزة منذ مدة طويلة، أن ألتمس من فخامتكم التدخل لحمايتها، هذه التحفة الرائعة، هذه اللؤلؤة الجميلة بموضمونها وشكلها الهندسي، هذه التحفة الرائعة تخضع للامبالاة والإهمال وتتعرض لتغيير الهدف الذي أنجزت من أجله رغم أنها محمية بنصوص قانون الجمهورية، كونها تشكل تراثا ثقافيا هاما. وقد يكشف تدخلكم إذا كان هذا التصرف الذي تتعرض له يتم بقصد أو بغير قصد، وإن كان هذا الإهمال مقصودا أوغير مقصود. وحتى تتجنب هذا التدهور الخطير الدائم والمدمر، ألخص ما لاحظته بإيجاز كوني أتردد عليها كثيرا، وذلك في 7 نقاط كما سيأتي أسفله: اقتلاع أوإزاحة باب مدخل المكتبة الذي نصب منذ أن شيدت، وعوض دون أي ضرورة، بباب يستخدم لمستودع السيارات، وهذا المدخل يوجد من الناحية الغربية للمكتبة. جعل المكتبة، هذه التحفة الفنية العمرانية الرائعة، ممرا لمجموعة من السكان الذين يسكنون بقربها. وأصبح يستغل حتى من قبل أصحاب السيارات وعلى مسمع ومرأى من الخاص والعام، فطرأت تغييرات خطيرة على هذا الممر، حيث كسرت الأحجار المشكلة للأرضية وبدأت تتدهور باستمرار، خاصة أنه كما سلف الذكر لم يشيد لمثل هذا النوع من الإستعمال، أي لم يخصص للسيارات، لأن هندسته تثبت حسب مخطط بناء المكتبة - أنه لم يخصص لهذا النوع من الاستعمال إطلاقا.. لأن مدخل السيارات له مدخل خاص يؤدي إلى مستودع المكتبة مباشرة من جهة طريق فرانز فانون. أعمدة نصبت حديثا على سطح المكتبة وفي الجزء الشرقي منها، وغرست الأشواك في قلب هذه التحفة، التي أصبحت حاليا مليئة بالصدأ و(مزنجرة) بمثابة الأشواك التي تسيج بها طرق الغابات، فأعطت للمكتبة منظرا يشابه منظر الكوخ. كم مستودع أصبحت تحتوي هذه التحفة الرائعة الجميلة المتمثلة في المكتبة الوطنية يا ترى؟ مستودعان جديدا موجودان من الجهة الشرقية للمكتبة مخصصان للسيارات فقط، هذان المستودعان شيدا بطريقة غير شرعية، ويعد هذا اعتداء على الملكية العامة وحرمة المكتبة المقدسة التي يعد مالها مالا عاما يخضع المعتدي عليها إلى قانون الجنايات، حسب القانون الجزائري.. إذ المستودعان شيدا داخل حرم المكتبة الوطنية، هذه التحفة الثقافية التي حررت بدماء الشهداء الطاهرة، رغم أن المكتبة لديها مستودع شاسع يحتوي عدة سيارات. إن هذين المستودعين شيدا في جدار يحتل جزءا من ساحة أ محيط المحطة التي لديها مستودع أصلي، حسب مخطط بناء هذه المكتبة. إن هذين المستودعين يكشلان بناءا فوضويا وتدميرا للمال العام بالإعتداء على فضاء هذه اللوحة الفنية الرائعة. - المقعرات الهوائية المغروسة في أعمدة المكتبة الوطنية، أدخلت على هذه الأعمدة تغييرات وهشمت لتثبيت هذه المقعرات في أقصى الجانب الشرقي للمكتبة وصوبت باتجاه قصر الحكومة. - بناء سكن فوضوي على سطح المكتبة الوطنية شوه تصميمها. هذه التصرفات جاءت في ظروف غامضة مبهمة أدت للمساس مصلحة عمومية، الأمر الذي شوه منظرها الجميل، وقد تم ذلك في الجهة الغربية لسطح المكتبة الوطنية. هذا البناء جاء مخالفا للمعايير الخاصة بتنظيم قوانين البناء الصادرة منذ 1962 إلى يومنا. قد يكون هذا التصرف قد تم عن قصد أو عن غير قصد، المهم أن الإعتداء وقع على مرفق عمومي ثقافي هام لا يقارن في جل التراب الوطني نظرا لأهميته. وأخيرا، سُرقت المكتبة في شهر جويلية على مرتين متتاليتين وفي نفس المكان، حيث اقتلعت الصفائح التي كانت تغطي الدربوز المؤدي إلى المدخل الأول من الناحية الغربية للمكتبة، تتمثل في عدة أمتار من النحاس التي كانت تحفة رائعة، ولم ينته شهر جويلية 2011 حتى تمت عملية السوط ثانية على ما تبقى من كمية النحاس المعطاة لهذا الدربوز. يقع هذا بالرغم من أن المكتبة تسكنها 04 عائلات وحارس ليلي. للعلم فإن هذه المكتبة كانت تحرسها مصالح الشرطة منذ مدة إلا أن هذه الخدمة تخلت عنها المكتبة الوطنية، ما يترك هذا الوضع مبهما. هذه التحفة توجد على أمتار قليلة من المركز الثقافي الفرنسي ويتوسطهما قصر الحكومة على بعد أمتار قليلة، وإذا قارنا هاتين المؤسستين نجد بونا شاسعا بينهما من حيث التسيير والتنظيم والحماية. لهذه الأسباب، فخامة السيد رئيس الجمهورية، ألتمس منكم بصفتكم القاضي الأول في البلاد تدخلكم لجعل حد لهذا التصرف الذي يتسبب في تدهور مرفق عمومي ايتجلى بالمكتبة الوطنية واڤنوني وإدراجها ضمن المحميات كتراث وطني أوعالمي حتى تفلت من نهش من ليست له رحمة أو شفقة لهذه الذاكرة الجماعية الثقافية. تفضلوا فخامة السيد رئيس الجمهورية بقبول أسمى عبارات التقدير والإحترام. المواطن/ حداش محمد ص.ب / 18 الكتاني باب الوادي الجزائر