اختيرت تسعة مواقع على طول الشريط الساحلي لولاية سكيكدة، الممتد على مسافة 140 كيلومتر، لإقامة مجموعة من المخيمات العائلية والبيوت السياحية والفنادق من درجة نجمتين إلى خمسة نجوم. وذكرت مديرة السياحة للولاية ل “الفجر”، أمس، أن مشاريع أخرى لتطوير هياكل الإقامة والاستقبال من النوع العادي إلى الطراز الرفيع، ويجري حاليا حصرها بثقة لمنحها للمستثمرين الراغب في العمل بقطاع السياحة لتدارك العجز الهائل في المرافق والهياكل الاقامية. وتقام هذه المخيمات والقرى السياحية داخل مناطق التوسع السياحي التسعة التي تم تمديدها في سنتي 2005 و2006، وتقع في بلديات المرسى، قرباز، سكيكدة، الزويت، تمالوس، القل، أولاد عطية وواد الزهور. وفيما يخص المخيمات لعائلية التي كانت قائمة في شواطئ العربي بن مهيدي والشاطئ الكبير بالزويت وتلزة بمدينة القل والتي اختفت السنة الماضية من الخارطة السياحية للولاية ومن وجودها على الشواطئ، فإن البلديات ذات الطابع السياحي هي المسؤولة عن إعادة هذا النوع من الهياكل السياحية المسماة بهياكل السياحة الشعبية والجماهرية، وهي مخيمات جاهزة تقام في مناطق مهيأة على الشواطئ الكبرى تتوفر على المياه الصالحة والصرف الصحي والطرق، وقد ظلت على مدى عشرين سنة مستقطبة اهتمام المصطافين الذين يقصدون شواطئ الولاية من كل ولايات الشرق والجنوب الجزائري، إلا أن عدم اهتمام البلديات السياحية في المدة الأخيرة بالسياحة ككل والسياحة الشعبية على الخصوص أدى الى اندثار وزوال هذه المخيمات، حيث منح المخيم العائلي لشاطئ العربي بن مهيدي من طرف بلدية سكيكدة إلى شركة سامسونغ الكورية الجنوبية لإقامة قاعدة للحياة لإطاراتها وعمالها القادمين من سيول لإنجاز معمل للغاز السائل بالمنطقة الصناعية، ومنح المخيم العائلي بتلزة بالقل لسوناطراك وتم كراء مخيم الزويت لشركة خاصة، ولم يعد أمام المصطافين أية إمكانية للإقامة العائلية على الشواطئ، في حين تم هذا العام كراء الفنادق ذات الأسعار المنخفضة نوعا ما في مدينة سكيكدة للشركات الأجنبية التي توافدت على عاصمة الولاية لإنجاز معامل في القاعدة البيتروكميائية وتخلي سكان القرى والبلديات المجاورة لسكيكدة كالعربي بن مهيدي وفلفلة وبني بشير ورمضان جمال عن كراء مساكنهم العائلية وشققهم للمؤجرين من العائلات التي تأتي إلى سكيكدة للاصطياف بسبب المشاكل العديدة والمتعددة التي لاقاها أصحاب المساكن مع المؤجرين لفترات تتراوح ما بين الشهر والشهرين. وفي ظل النقص الفادح والفظيع في هياكل الاستقبال، سواء المخيمات أو الفنادق ذات الأسعار المعقولة، انخفض هذا العام عدد المصطافين الذين تعودوا زيارة شواطئ الولاية إلى أدنى مستوى، حيث لم يتجاوز عددهم خلال الثلاثة أشهر الماضية 5 مليون مقابل 15 مليون في 2005 و10 ملايين في 2009، ونفس العدد تقريبا في 2008. وقد اقتصرت رحلات المصطافين القادمين من الولايات المجاورة كقسنطينة وأم البواقي وسطيف وباتنة وخنشلة وڤالمة على الذهاب صباحا إلى البحر والعودة في المساء عبر كراء جماعي للحافلات أو الانضمام إلى الرحلات السياحية التي تنضمها وكالات السياحة والأسفار. ومن جهتها، قررت العديد من العائلات التي كانت تتردد على شواطئ سكيكدة والقل والمرسى تغيير وجهتها هذا العام إلى شواطئ جيجل وبجاية، وذلك بسبب المعاناة الشديدة التي يلقاها المصطافون على طول الطريق الوطني رقم 3 بين قسنطينةوسكيكدة، حيث أصبح المسافر يلاقي مشقة وعناء كبيرين يتمثل في قطع هذه المسافة في مدة ثلاث ساعات وأحيانا أكثر للوصول إلى مدينة سكيكدة، مع ما يترتب عن كل ذلك من ازدياد حوادث المرور القاتلة. وبالنظر إلى هذه المعطيات، أصبحت حركة الاصطياف السنوية بشواطئ الولاية معرضة للتراجع والتقهقر السريع إن لم تبادر السلطات الولائية إلى الإجراءات السريعة والصارمة وعلى الأخص أمر البلديات السياحية بالعودة إلى طريقة إقامة المخيمات العائلية على الشواطئ ذات الإقبال الكبير، كما حدث من 1984 إلى 2004، والإسراع في انطلاق المشاريع السياحية المسجلة، وكذا تشجيع المستثمرين وتدعيمهم معنويا على الأقل وإزالة العراقيل الإدارية والبيروقراطية من أمامهم.