أرجع عدد من الناشرين المشاركين في فعاليات الطبعة السادسة عشر، لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، المقام فعالياته بالمركب الرياضية محمد بوضياف بالعاصمة، حتى الفاتح من أكتوبر الداخل، أسباب تراجع الإقبال على الكتاب الديني في هذه الطبعة، مقارنة بالطبعات الفارطة، إلى منع بعض العناوين المطلوبة بكثرة من قبل المهتمين بهذا النوع من الكتب، بالإضافة إلى عدم جاهزية عدد آخر من الإصدارات المهمة نتيجة لتقديم المعرض عن موعده السابق، ما جعل عدد من هؤلاء الناشرين المختصين بالكتاب الديني يأتون إلى المعرض دون القائمة النهائية لهم. شراء الكتاب الديني انخفض بنسبة 30 بالمئة أسفرت المتابعة التي قامت بها ”الفجر”، منذ الأيام الأولى لانطلاقة المعرض، وقادتها إلى عدد من دور النشر العربية، على أن الكتب الدينية تعرف ركودا من حيث اقتنائها، وهو ما ذهب إليه عصمان، مدير دار ”البشائر الإسلامية” اللبنانية، الذي قال إن نسبة شراء هذا النوع من الكتب انخفض بحوالي 30 بالمئة معترفا بنجاح الدورة الخامسة عشر من هذا الجانب. وأضاف رغم أن حجم الإقبال لم يرق إلى ما وصل إليه السنة الماضية إلا أن هذا لا ينفي وجود جمهور متفرج على المعروض من الكتب، أما مسألة الشراء فالقلة القليلة هي من تشتري وتبحث عن عناوين معينة. وأرجع السبب في ذلك إلى تقديم موعد الصالون الذي لم يتزامن والموسم الجامعي. أما بالنسبة لمسألة المنع قال ذات المتحدث إن دار المعرفة لم يُمنع عندها أي عنوان من دخول الصالون، كما لم تكن لديه أي فكرة عن العناوين التي منعت لدى دور النشر الأخرى، وأصر على أن موعد الصالون أضر بنسبة مبيعات الدار التي انخفضت عما سجلته السنة الماضية بحساب نفس اليوم، كما أن أسعار الكتب - حسبه - لم تشكل عائقا لأن هناك تخفيضات وصلت ال 50 بالمئة دون إعطاء دفع للشراء. وأضاف أنه يتمنى أن يحسن المعرض اليومين القادمين ”حتى لا نعود خائبين”. من جهته شاطر مدير دار”المنهاج القويم” السورية، براء فاروق كريم، الرأي ذاته، حيث أكد مسؤول الدار التراجع الكبير لحجم الإقبال على الكتب الدينية وعلى المعرض بحد ذاته، والسبب على حد تعبيره يكمن في توقيت المعرض وغياب الطلبة الجامعيين الذي يساهم كثيرا في رفع نسبة اقتناء الكتب. وقال: إذا طلب مني تقييم المعرض فلن أقول أكثر من أنه مقبول إذا قورن بالسنة الماضية خاصة وأن كتب الدار تنوعت بين الكتاب الديني، الأدبي، اللغوي والكتب التراثية”. اهتمام الجمهور الجزائري فاتر هذا العام ذهب مختار عبد الحي سليم، مسؤول ”دار المختار” المصرية، إلى القول إنه رغم أن مصر لم تكن حاضرة في الدورة السابقة، إلا أنني أعترف أن الدورات السابقة للصالون عرفت اقتناء أكثر للكتاب الديني، على عكس هذه السنة التي شهدت اهتماما شحيحا بهذا النوع من الإصدارات. وأرجع مدير الدار السبب إلى عدم انطلاق الدخول الجامعي الذي يساهم في كل سنة برفع مبيعات الناشرين، وأضاف أنه لو برمج المعرض بعد الدخول الجامعي لكان أفضل. وأشار ذات المتحدث إلى أنه حتى كتب اللغة والأدب والكتب الجامعية ليس لها جمهور كالمعتاد، كما وصف الطبعة الخامسة عشر بالناجحة لانطلاقها في 20 من أكتوبر الذي تزامن والدخول الجامعي، وبذلك استفادت دور النشر والجامعات على حد سواء. الطاوس.ب إقصاء بعض العناوين كبل مبيعات المعرض لم يخرج عبد الحكيم خلف، مدير ”دار النوادر”، عن رأي البقية مرجعا السبب إلى تغيير موعد المعرض، بالإضافة إلى شهر رمضان وأيام العيد والدخول المدرسي.. وكلها أمور أفرغت جيوب المواطن الجزائري، لذلك فالمعرض تزامن وانخفاض القدرة الشرائية للفرد، ناهيك عن تأثير غياب الدخول الجامعي الذي انعكس على اقتناء الكتب بصفة عامة وعلى الكتب الدينية بشكل خاص. كما أن منع بعض العناوين أفرغ المعرض من مرتاديه الباحثين عن عناوين محددة، مشيرا إلى أن النوادر منع لها عدة عناوين منها كتاب ”فتاوى العلائي أوالفتاوى المستغربة”، ”إيضاح طرق الاستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة”، الرسالة الجامعية” الجنسية والتجنس وأحكامهما في الفقه الإسلامي”، ”الإمام يوسف بن عبد الهادي وآثاره الفقهية” وكتاب ”من ظلم المرأة؟”. ولا نعرف لحد الآن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء منع هذه العناوين رغم وجود من يسأل عنها في الصالون، كما عبر عن رغيته في أن يغير مكان المعرض مستقبلا. وبلغة الإحصائيات قال عبد الحي إن دار النوادر جلبت معها السنة الماضية ب322 طرد لم يرجع منه ولا كتاب إلى سوريا وعدنا بحقائب السفر ليس إلا، أما هذا العام وبالرغم من أن الكمية أقل بحوالي 220 طرد، لكن ونحن على مشارف اليوم الأخير بيعت نصف الكمية فقط، على اعتبار أن الدار تهتم بالتراث وبالدراسات الإسلامية.