قامت مديرية الأشغال العمومية بإعطاء تعليمات بهدم تمثال إمليانو زاباتا، بعد أسبوع من تدشينه من قبل كبار المسؤولين في الحكومة، وهو الأمر الذي يثير هالة كبيرة من التساؤلات، بعد الوقت الذي استغرقه إنجاز التمثال وبين الأموال الضخمة التي صرفت لإنجازه. أثار أمر هدم تمثال الثائر الشهير إمليانو زاباتا عدة تساؤلات، كما أثار أمر تدشينه الأسبوع الماضي عدة تساؤلات عن ماهية الشخصية التي يمثلها التمثال ولماذا اختير زاباتا دون سواه، لكن سرعان ما تعرف العامة على هذه شخصية وعلم أن الثائر المكسيكي إميليانو زاباتا، رمز من رموز الحرية، وأن تاريخ بلاده يشبه تاريخ الجزائر. ويذكر مستعملو الطريق الرابط بين رويسو وساحة أول ماي جيدا زحمة المرور الكبيرة التي تسبب فيها حدث تدشين التمثال منذ أيام، حيث وقفت حركة السير بسبب موكب الشخصيات والمسؤولين الذين حضروا الحدث، حيث شارك في افتتاح النصب التذكاري مجموعة من كبار مسؤولي الحكومة الجزائرية، من وزير الخارجية مراد مدلسي ووالي الجزائر العاصمة محمد الكبير عدو ومجموعة من السفراء على رأسهم سفير المكسيكبالجزائر إدواردو رولدان، وبدا للأمر أهمية في العلاقات الثنائية بين البلدين بعدما صرح السفير المكسيكي بأن بلاده تحتضن هي الأخرى تمثالا للأمير عبد القادر. لكن الغموض عاد ليطرح التساؤلات مجددا صبيحة أمس مع بداية عملية الهدم، خاصة وأن الأمر يبدو وأنه هدر للأموال العمومية بالنظر للأموال الطائلة التي صرفت لإنجازه، ناهيك عن الوقت الذي استغرقه إنجاز النصب التذكاري والنافورة المحيطة به. "الفجر" تقدمت من القائمين على أشغال إقامة النصب التذكاري لتستوضحهم عن أسباب الهدم فلم تكن عندهم إجابة، سوى أنهم تلقوا أمرا من ولاية الجزائر بالهدم وأنهم لا يعرفون الأسباب، حيث أنهم يقومون بعملهم فقط، وعلمت "الفجر" من مصادر أخرى أن أسباب الهدم تقنية محضة، حيث أن حجم المنصة كان أكبر من التمثال وأن الأشغال الحالية قائمة من أجل هدمه وإعادة تصغيره، وهنا تبين لنا أن الأمر لا يتعلق بهدر الأموال العمومية فحسب بل بسوء التخطيط أيضا، وحاولنا الاستفسار من مصالح ولاية الجزائر ومن مديرية الأشغال العمومية، إلا أنه لم يتم الرد علينا. يذكر أن النصب التذكاري مصنوع من الرخام وحفرت عليه نقوش بالعربية والإسبانية ويحمل التمثال النصفي للثائر المكسيكي زاباتا.