يعاني المصابون بالأمراض العصبية والمزمنة في ولاية البيض من غياب عدة أنواع من الأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة حسب العديد من الصيادلة والمرضى، على غرار مرضى السكري، ضغط الدم وضيق التنفس والأعصاب والقلب. شهدت مختلف صيدليات ولاية البيض نقصا فادحا في الأدوية الخاصة بالأمراض العصبية والمزمنة، وبات شبه مستحيل على المصابين بضغط الدم أو داء السكري اقتناء الأدوية التي يصفها لهم الطبيب المعالج في الوقت المناسب، أو حتى تعويضها بأدوية أخرى تحتوي على نفس المكونات، يمكن أن تحل محلها بصفة استثنائية، في ظل التذبذب الذي تعرفه سوق الأدوية، بسبب الندرة أو سوء التوزيع، لدرجة أن بعض الصيادلة بالولاية ينصحون المرضى باقتنائها من الولاياتالشرقية أو البحث عنها بالخارج مع ما يمثله ذلك لهم من معاناة ومصاريف إضافية خاصة دواء “دوقوكسيل” الخاص بالقلب. وحسب بعض الصيادلة الذين تحدثنا إليهم، فإن أسباب هذه المعاناة تعود بالدرجة الأولى إلى افتقار السوق الوطنية للأدوية خاصة مع اقتراب نهاية السنة وتراجع استيرادها. ومسألة الندرة صارت أمرا معتادا، فمنذ أكثر من عام وقائمة الأدوية النادرة لا تزال مطروحة. وبالإضافة إلى مشكل غياب الأدوية، فإن ولاية البيض تعرف ضعفا فيما يخص التغطية الصيدلانية، فمن مجموع 22 بلدية موزعة عبر كامل تراب الولاية، توجد 17 بلدية تفتقر أصلا إلى صيدليات، ما أوجد صعوبات كبيرة للمواطنين لاقتناء الدواء ودفع بالسواد الأعظم من السكان إلى الاعتماد على الطرق التقليدية في العلاج. أما على مستوى البلديات الكبرى بما في ذلك الدوائر الكبرى كالأبيض سيدي الشيخ، البيض وبوقطب، فإنها تعاني من تراجع كبير فيما يخص الوكالات الصيدلانية التابعة للقطاع العام التي أغلقت لأسباب مختلفة.