أم البواقي تلتحق بالإضراب شبه الوطني للصيادلة اليوم يواجه 8 آلاف مصاب بالأمراض المزمنة نقصا حادا في الأدوية، حيث لا يمكن لمصاب بضغط الدم أو داء السكري أن يقتني الأدوية التي وصفها له الطبيب المعالج في الوقت المناسب، أو حتى تعويضها بأدوية أخرى تحتوي على نفس المكونات، يمكن أن تحل محلها بصفة استثنائية، في ظل التذبذب الذي تعرفه سوق الأدوية، بسبب الندرة أوسوء التوزيع. زارت “الفجر” العديد من الصيدليات في العاصمة للوقوف على مسألة ندرة أدوية الأمراض المزمنة واللقاحات، وحسب بعض الصيادلة الذين تحدثنا إليهم، فإن مسألة الندرة صارت أمرا معتادا، فمنذ أكثر من عام وقائمة الأدوية النادرة لا تزال مطروحة، وحسب ما وقفت عليه الفجر في صيدليات مختلفة بساحة أول ماي أو القبة فالمشهد واحد، حيث لا تختلف تعابير التذمر والقلق التي يبديها المرضى وهم يحملون الوصفة ولا يتمكنون من اقتناء الأدوية، فيصبون جام غضبهم على الصيدلي، فيما يلجأ هذا الأخير إلى تهدئة المريض وحثه على البحث في صيدليات أخرى، ويخرج المريض ليبدأ رحلة البحث من جديد لعله يظفر بعلبة دواء لإكمال الشهر، في انتظار انفراج الأزمة. هذه المشاهد صارت تتكرر بكثرة في الصيدليات الجزائرية، حيث لم يعد بإمكان المريض أن يشتري كل ما في الوصفة الطبية، فإن توفر دواء غاب آخر، وهو ما أثر على صحة المرضى وأدى إلى تذبذب حالتهم الصحية، وعدم تقدم العلاج، والتعجيل في ظهور مضاعفات خطيرة للمرض. ويذكر على سبيل المثال أن نقص الأدوية المعالجة لمرض الهيموفيليا تؤدي إلى إصابة المريض بإعاقة حركية دائمة، وإن عدم تلقي المصاب بداء السكري لجرعات الدواء بانتظام يؤدي إلى مضاعفات على مستوى العينين أو القلب، كما قد يؤدي إلى إصابته بالقدم السكري ما يدفع الأطباء إلى بترها، ناهيك عن التعقيدات التي تصاب بها النساء الحوامل نتيجة نقص الأدوية. وفي هذا الشأن، قال بلعمبري مسعود، رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص في تصريح ل”الفجر”، إن هناك استقرارا في ندرة الأدوية، حيث أن تسيير القطاع لم يعرف تحسنا منذ أكثر من عام، مضيفا أن هناك بعض الأدوية التي غابت من السوق منذ مدة طويلة، ومنها تلك الخاصة بأمراض القلب والضغط الدموي وداء السكري والتهاب الكبد الفيروسي. كريمة هادف طالبوا بتنحية المدير الولائي للصحة أم البواقي تلتحق بالإضراب شبه الوطني للصيادلة اليوم 40 صيدلية خاصة متورطة في نشر المهلوسات في أوساط شباب الولاية قررت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، فرع ولاية أم البواقي، الالتحاق ابتداء من اليوم بالإضراب الذي مس ثلاث ولايات حتى الآن، هي تيبازة وسكيكدة والبيض والذي بلغت فيه نسبة الاستجابة، حسب مصدر نقابي محلي ل”الفجر” 95 بالمائة، منذ الشروع فيه يوم الخميس الماضي. وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية التي دعت إليها النقابة الوطنية للصيادلة الخواص بأم البواقي بسبب تجاوزات مديرية الصحة للولاية، التي تفننت في إغراق السوق المحلية بكم هائل من الصيدليات فاق حاجة الولاية لها، وهو ما يعتبر إجراء غير قانوني وغير شرعي في ظل معاناة معظم الصيدليات المتواجدة على مستوى ولاية أم البواقي، وعددها يفوق ال300 من بين 8600 صيدلية على المستوى الوطني، من نقص المردودية جرّاء نقص الدواء وتزايد ديونها لدى الموزعين فيما بات الإفلاس المؤكد يتهدد معظمها. وحسب السيد “عكاشة. ن”، وهو صاحب صيدلية خاصة بمدينة عين مليلة، فإن المديرية الولائية للصحة، تعدت بصريح العبارة على القانون المنظم للمهنة والذي ينص في أحدى بنوده على فتح صيدلية واحدة لخمسة آلاف ساكن، فيما الذي يحدث في عين مليلة وباقي بلديات ولاية أم البواقي، وأغلب ولايات الوطن هو فتح عدد كبير من الصيدليات في حي سكني لا يزيد عدد قاطنيه عن الألفي نسمة، وهو اعتداء سافر على القانون وتجاوز متعمد يتوجب ردعه، ولأجل هذا وأسباب أخرى جاء هذا الإضراب شبه الوطني. وحسب مصدر نقابي محلي تابع ل”سنابو” أم البواقي ل”الفجر”، فإن النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، ستعقد دورة لمجلسها الوطني هذا الأربعاء لمناقشة المشاكل المتراكمة في القطاع وإمكانية دعوتها إلى إضراب وطني خلال الأسبوع المقبل كأقصى تقدير، وذلك في حال لم تتجاوب وزارة الصحة مع مطالبها المشروعة وعلى رأسها ردع المسؤولين عن المديريات الولائية للصحة وإجبارهم على احترام القانون لا أكثر ولا أقل. وقد كشفت مصادر نقابية محلية ل”الفجر” عن تورط المدير الولائي للصحة بأم البواقي، والذي تم توبيخه من طرف والي ولاية أم البواقي وتهديده بإنهاء مهامه، في منح اعتمادات وتراخيص غير قانونية لبعض الصيادلة الخواص، مقابل مبالغ مالية هامة أو نسبة من الأرباح، وهي التهمة التي في حال تأكدها ستزيد من متاعب هذا المدير الذي أصبح رأسه مطلوبًا من أكثر من جهة، وهو ما يعني افتقاده لأدنى مصداقية، وأن الأيام القليلة القادمة ستشهد حتما مغادرته لمنصبه وإمكانية تحويله إلى العدالة. 40 صيدلية خاصة متورطة في نشر المهلوسات في أوساط شباب الولاية وفي سياق منفصل، كشفت مصادر أمنية وقضائية محلية متطابقة ل”الفجر” أنه تم إحصاء حوالي 30 صيدلية خاصة متورطة في بيع السموم (المهلوسات بمختلف أنواعها) ونشرها على نطاق واسع في أوساط شباب الولاية من المدمنين والمنحرفين، إلى جانب تورط 10 صيدليات خاصة في دعم وإسناد الإرهاب، حيث تم اكتشاف قيام أصحابها بتزويد بعض الجماعات الإرهابية، وحتى بعض الإرهابيين الفرادى بكميات معتبرة من مختلف أنواع الأدوية، مقابل مبالغ مالية ضخمة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 1994 إلى 2004.