سيرغي لافروف:” التدخل العسكري ضد إيران خطأ فادح” قال دبلوماسيون وخبراء نوويون غربيون إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حصلت على معلومات استخباراتية تشير إلى أن الحكومة الإيرانية حققت عدة خطوات حساسة في اتجاه بناء سلاح نووي بمساعدة من علماء أجانب لتخطي بعض العقبات التقنية. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في عددها الصادر أمس، عن المسؤولين والخبراء قولهم: “إن الوثائق والسجلات التي حصل عليها مسؤولو الوكالة التابعة للأمم المتحدة توفر تفاصيل جديدة عن الدور الذي لعبه عالم الأسلحة السوفياتي السابق، فياشيسلاف دانيلنكو، الذي علم الإيرانيين طوال عدة سنوات ماضية على بناء مفجرات عالية الدقة من النوع الذي يستخدم لتحفيز تفاعل نووي متسلسل”. وأضافوا: “إن تكنولوجيا مرتبطة بخبراء في باكستان وكوريا الشمالية، ومن بينهم أب القنبلة الذرية الباكستانية عبد القدير خان، ساعدت في دفع القدرات النووية في إيران”. واستند المسؤولون إلى معلومات استخباراتية سرية حصلت عليها الوكالة الذرية طوال سنوات عدة، ليؤكدوا أن السجلات تعزز المخاوف من أن إيران استمرت في إجراء الأبحاث المرتبطة بتطوير الأسلحة بعد العام 2003 عندما ظنت أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن القادة الإيرانيين أوقفوا مثل هذه التجارب استجابة للضغوط الدولية والمحلية. ونقلت عن المسؤول السابق في الوكالة الدولية، ديفيد ألبرايت، الذي اطلع على المعلومات الاستخباراتية قوله: “إن أحد الإنجازات التي حققتها إيران ولم يعلن عنها هو حصولها على تصاميم آلة تعرف باسم المولد (R265) وهو على شكل قوقعة من الألمنيوم فيها متفجرات تنفجر بدقة كبيرة خلال أجزاء من الثانية”. وقال ألبرايت أن ابتكار مثل هذا الجهاز يعتبر تحدياً تقنياً رائعاً وإيران احتاجت إلى مساعدة خارجية في تصميمه واختبار أدائه. ويشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستصدر هذا الأسبوع تقريراً عما توصلت إليه بشأن جهود إيران لامتلاك تكنولوجيا نووية حساسة، وقد أظهر المسؤولون الإيرانيون قلة اهتمام بنتائج التقرير. من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا تعتبر أن أي تدخل عسكري ضد إيران سيكون “خطأ فادحا” وذلك غداة تصريحات الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حول هذا الاحتمال. وقال لافروف، في تصريحات نقلها أمس تلفزيون “روسيا 24”: “موقفنا حول هذه النقطة معروف جيدا سيكون خطأ فادحا يخلف عواقب لا يمكن توقعها”.وأضاف لافروف: “التدخل العسكري يمكن أن يؤدي فقط إلى ارتفاع عدد الضحايا والمعاناة الإنسانية”. وتابع في ختام محادثاته مع نظيره الإيرلندي، إيمون غيلمور، “لا يمكن أن يكون هناك أي حل عسكري للمشكلة النووية الإيرانية، وذلك ينطبق على أى مشكلة أخرى في العالم الحديث”. وأكد لافروف أن “أي نزاع يجب أن يحل حصرا عبر الوسائل التي وافقت عليها المجموعة الدولية في شرعة الأممالمتحدة”. وكان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حذر، الأحد، من أن “احتمال حصول هجوم عسكري على إيران هو أقرب من الخيار الدبلوماسي”، وذلك قبل نشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا حول إيران. واتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الولاياتالمتحدة وإسرائيل بمحاولة حشد دعم العالم لشن هجوم عسكري على بلده، مؤكداً أن طهران “لن تسمح لهم باتخاذ أي خطوة ضدها”. وشن أحمدي نجاد في مقابلة مع أجرتها معه إحدى الصحف المصرية أمس، هجوماً على إسرائيل بعد أن تحدث رئيسها شيمون بيريز مؤخراً عن ازدياد احتمال شن هجوم على إيران. وقال أن “نهاية إسرائيل أمر حتمي”، معتبراً أن هدف واشنطن هو إنقاذ “الكيان الصهيوني لكنها لن تستطيع ابداً تحقيق ذلك فالصهاينة محكوم عليهم بالزوال”.