أوردت مصادر مطلعة ل”الفجر”، أن زعيم النهضة التونسية، راشد الغنوشي، المتواجد في زيارة للجزائر، يحمل أجندة سياسية بعضها معلن، ممثل في استشارة الجزائر حول تسيير مرحلة مابعد المجلس التأسيسي في بلاده، كما أعلن عنه شخصيا، والبعض منها خفي وهو بحث وجس نبض الجزائر لترشحه لخلافة الشيخ يوسف القرضاوي في رئاسة الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين. بحسب ما نقلته نفس المصادر، فإن راشد الغنوشي، زعيم الحركة الإسلامية التونسية “النهضة”، التي تتصدر المشهد السياسي التونسي مابعد انهيار نظام زين العابدين بن علي، يقوم بزيارة رسمية للجزائر بأجندة من شقين؛ الأول سياسي ظاهريا يتمثل في طلب استشارة الجزائر ونصحها في تسيير المرحلة الانتقالية التونسية، خاصة وأن الجزائر سبقت العالم العربي والمغاربي من الخروج من قوقعة النظام السياسي الأحادي نحو النظام التعددي ما بعد أحداث أكتوبر 1988 ، وهو ماقاله المتحدث في أول تصريح له بالجزائر عقب استقباله من طرف أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم ، والتقى الشيخ راشد الغنوشي طيلة 48 ساعة من تواجده بالجزائر كبار المسؤولين بدءا برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول أحمد أويحيى إضافة الى رؤساء غرفتي البرلمان عبد القادر بن صالح وعبد العزيز زياري وكذا رؤساء الأحزاب ممثلين في قادة التحالف الرئاسي. كما تكون زيارة راشد الغنوشي للجزائر التي أقام بها ثلاث سنوات سابقا، بمثابة جس نبض لموقف الجزائر تجاه نيته في الترشح لرئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، سواء مؤسسات رسمية أو شخصيات وأحزاب إسلامية كحركة حمس التي تمثل إخوان المسلمين بالجزائر، لاسيما وأن راشد الغنوشي أعلن في مؤتمر صحفي بعد عودته لتونس من منفاه ببريطانيا في جانفي الأخير أنه لن يتولى أي مسؤوليات حكومية في بلاده وهو ماجدده مباشرة بعد إعلان الفوز الكاسح لحركة النهضة التي يٍرأسها في انتخابات المجلس التأسيسي التونسي مؤخرا. وتجمع الشيخ يوسف القرضاوي، الذي ينوي الانسحاب من منصب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لأسباب صحية، علاقات ممتازة حميمة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والعديد من الشخصيات الأخرى جسدتها زيارته العديدة للجزائر، كما عرفت شخصية الشيخ القرضاوي في الأشهر القليلة الماضية تراجعا نوعا ما بسبب بعض الفتاوى ذات الصلة بأحداث وملفات “الربيع العربي”.