يحل زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، اليوم السبت، بالجزائر في إطار زيارة رسمية، حيث من المنتظر أن يلتقيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ويخصه باستقبال رسمي. وحسب ما توفر ل"النهار" من معطيات، فإن الغنوشي سيصل الجزائر اليوم قادما من تونس، حيث يرتقب أن ينظم حفل عشاء رسمي على شرفه من طرف الرئيس بوتفليقة، كما يخصه باستقبال رسمي بقصر الرئاسة بالمرادية يوم غد الأحد. وتأتي زيارة الغنوشي للجزائر، الثانية نوعها في ظرف أشهر، بعد أسابيع قليلة من فوز حركة النهضة التونسية بانتخابات المجلس التأسيسي، ما يؤهل الحركة لاختيار وزير أول من بين قادتها. وسبق أن زار الغنوشي الجزائر الصيف المنقضي، للمشاركة في تأبينية رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشيخ المرحوم عبد الرحمن شيبان، وحظي حينذاك باستقبال من طرف عبد العزيز بلخادم بصفته ممثلا شخصيا للرئيس بوتفليقة. كما سبق أن أعلن الغنوشي في أوقات سابقة زهده في ممارسة الحكم أو تبوء مناصب قيادية في الدولة التونسية، حيث أعلن أنه يعتزم الرحيل من الساحة السياسية بعد عقد مؤتمر حركة النهضة، كما أنه لم يترشح لانتخابات المجلس التأسيسي وأعلن عدم نيته الترشح للرئاسيات في تونس. ويتبوأ الغنوشي إلى جانب رئاسته حركة النهضة التونسية، منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ما يعطيه مكانة أخرى في صفوف الإسلاميين المعتدلين، المحسوبين على تيار الإخوان المسلمين، ويجعله الوجه الأول في صفوف ممثلي التيار بدول المغرب العربي. وينظر للغنوشي على أنه خليفة القرضاوي على رأس اتحاد علماء المسلمين، بحكم أن الأخير بلغ من العمر عتيا، وأصبح عصيا عليه متابعة أنشطة الاتحاد والإشراف عليها بشكل دوري. يشار في الأخير إلى أن الغنوشي، عاش سنتين بالجزائر، بعدما لجأ إليها هربا من ملاحقة نظام زين العابدين بن علي له، حيث استقر زعيم حركة النهضة بالجزائر في نهاية سنة 1989، بعد خروجه من زنزانات نظام بن علي، حيث عاش كلاجئ رفقة عدد من رفاقه، قبل أن يغادر الجزائر عقب اندلاع الأزمة، متجها نحو السودان، ثم الاستقرار ببريطانيا.