لازالت معاناة قرابة ألف تلميذ من مختلف أحواش بلدية موزاية، الواقعة غرب البليدة، مستمرة منذ الدخول المدرسي الجاري والمواسم السابقة، في ظل غياب النقل والإطعام المدرسي الذي يمكنهم من تحصيل علمي أفضل. وتتكرس المعاناة بالعديد من المتوسطات، على غرار متوسطة بوحسان، 200 مسكن ومتوسطة حفصة بنت الحاج التي تُحصي 540 تلميذ يقطن معظمهم بالأحواش، من ضمن العدد الإجمالي المقدّر ب830 متمدرس. إرهاق، تعب وملل.. هي السمات الأولى التي يميز بها الأساتذة تلامذة المناطق النائية والاحواش المتناثرة عبر إقليم البلدية التي تحصي مئات التلاميذ، ممن يضطرون يوميا قطع مسافات تزيد في بعض الأحيان عن 3 كلم للوصول إلى مدارسهم، مع ما يعنيه الأمر من مشاكل وعقبات يواجهونها يوميا، حيث أثرت بشكل سلبي على مستواهم الدراسي. وتأتي الرحلة اليومية لهؤلاء بالمشي على الأقدام لتكون أكثر صعوبة وفي ظروف قاسية خاصة في فصل الشتاء، حيث يتطلب من البراعم الخروج من المنزل مبكرا لضمان التحاقهم في الوقت المحدد بمقاعد الدراسة أوالاستنجاد بالسيارات والشاحنات المارة عبر الطريق المؤدي إلى مركز المدينة، فيما تتجه الفئة الغالبة نحو المؤسسات التربوية مشيا على الأقدام. ويعاني جل التلاميذ المنحدرين من أحواش ومزارع موزاية من مشكل الإطعام، حيث تفتقر جل المؤسسات التربوية، خاصة المتوسطات المتواجدة ببلدية موزاية، إلى مطاعم مدرسية من شأنها التخفيف من معاناة تلك الفئة التي ضمت أصواتهم إلى أصوات الأولياء الذين يطالبون من الجهات الوصية، لاسيما مديرية التربية التدخل من أجل إيجاد حل لهذه الوضعية بغية المساهمة في تحسين ظروف تمدرس أبناء المناطق الريفية والنائية.