يكابد التلاميذ القاطنون بالمناطق الريفية التابعة لبلدية موزاية الكائنة غرب ولاية البليدة منذ سنين عديدة مشقة تنقلهم اليومي من منازلهم إلى مقر دراستهم التي تتجاوز 3 كيلومترات مشيا على الأقدام بصفة يومية ومتكررة صباحا ومساء نظرا لغياب النقل المدرسي، ناهيك عن تحمل أولائك التلاميذ آلام الجوع بسبب انعدام الإطعام بالمؤسسات التربوية· يعاني أكثر من ألف تلميذ موزّعا عبر إكماليات بوحسان و200 مسكن ومتوسطة حفصة بنت الحاج التي تحصي 540 تلميذا يقطن بالأحواش من ضمن العدد الإجمالي المقدّر ب 830 متمدرسا بالمؤسّسة، ظروفا جائرة في سبيل اللّحاق بمقاعد الدراسة، حيث يضطر هؤلاء التلاميذ للتنقل عبر الاستنجاد بالسيارات والشاحنات المارة عبر الطريق المؤدية إلى مركز المدينة، فيما تتجه الفئة الغالبة نحو مؤسساتها مشيا على الأقدام، في ظل عدم اكتفاء حافلات النقل للأعداد الهائلة من قاطني الأرياف التي تضمنها بلدية موزاية والمقدرة بأكثر من 50 حوشا، أين تشهد هذه الأحواش نقصا فادحا في المرافق الحيوية الضرورية للحياة اليومية، وفي معرض حديث "أخبار اليوم" مع بعض التلاميذ أجمعوا أن معاناتهم يومية وتتفاقم خلال موسم الأمطار والبرد مما يصعّب عليهم التحصيل الدراسي الجيد والظفر بنتائج أحسن بدليل أن وقت وصولهم إلى منازلهم يكون دائما متأخرا مما لا يسمح لهم بالقيام بواجباتهم المدرسية بمنازلهم بعد عودتهم التي تتزامن مع إسدال الليل ستاره بأكتاف منهكة من ثقل المحافظ والبطون التي تتضوّر جوعا في ظل انعدام المطاعم المدرسية· للإشارة فإن إكمالية حفصة بنت الحاج تحتوي على مطعم مدرسي شيّد مع نشأة المؤسسة سنة 1978 لكنه يبقى بدون تجهيز لسبب يجهل ذكره، حيث اكتفت جمعية أولياء التلاميذ بتخصيص مساحة داخل المؤسّسة تم تغطيتها وتجهيزها بالكراسي من أجل احتواء التلاميذ وقت الغداء، في حين طالب أولياء التلاميذ السلطات المعنية وضع ضمن أولوياتها، دراسة إمكانية استفادة مناطقهم من متوسّطات وثانويات تعفي أبناءهم شر الجوع ومخاطر التنقل اليومي مستقبلا·