غلق الطرق الولائية وخسائر مادية بالجملة مع تسجيل حادثي مرور عاشت أمس مختلف بلديات وهران حالة استنفار قصوى نتيجة التقلبات المناخية بعدما تسببت كمية الأمطار التي تهاطلت في ظرف 24 ساعة الأخيرة في غمر معظم الطرقات بالأوحال بعد ساعات من تساقط الأمطار التي كانت كافية لكشف تقاعس وإهمال رؤساء البلديات الذين لم يتحركوا خلال الصائفة لتفريغ وتنظيف البالوعات. عاش المواطنون، خاصة ببلدية وهران، حالة رعب كبيرة نتيجة محاصرة مياه الأمطار التجمعات السكنية واختراق السيول لمنزلهم، ما استدعى تدخل عناصر الحماية المدنية التي أحصت في ظرف 4 ساعات 35 تدخلا، بعد قطع الطرق الوطنية رقم 2 ورقم 13 ورقم 11. في حين غرق حي قارة ببلدية السانية وحي الصديقية وبلدية سيدي الشحمي ومركز ديار الرحمة ومقر إدارة الجمارك بميناء وهران وحي البركي وبلدية بوفاطيس وبوياقور وسيدي البشير وكوشة الجير في مياه الأمطار، بعد تسجيل 80 نقطة سوداء نتيجة انسداد البلوعات، ولو أن هذه الأمطار كانت خيرا على الفلاحين بامتلاء السدود، غير أنها كانت نقمة على سكان الأحياء، في الوقت الذي غمرت فيه مياه الأمطار مستشفى الأطفال للسرطان بمسرغين، ما استدعى هدم أحد الجدران لإخراج المياه. في حين انقطع العديد من التلاميذ إلى الالتحاق بمدارسهم بعد أن غمرت الأمطار الكثير من الأقسام كما هو حال مدارس بلدية سيدي الشحمي، مما تسبب في عرقلة حركة المرور حيث أن بلوغ كمية التساقط 100 مليمتر من الغيث في يوم واحد تسببت في انفجار في قنوات الصرف الصحي وفي تفجير الوضع بالكثير من البلديات التي اعتاد مسؤولوها العمل بسياسة الترقيع دون التكفل الحقيقي بانشغالات المواطنين. في ذات الوقت حذرت مصالح الحماية المدنية ومصالح الأرصاد الجوية المواطنين وحثتهم على الاحتياط، خاصة وأن هناك الكثير من العائلات بالأحياء العتيقة أمضت ليلتها في الشارع وسط بحيرات من المياه وهو ما كشف عنه ممثل لجان الأحياء بحي الحمري وسيدي الهواري والدرب وابن سينا وحي البركي. وما زاد من تفاقم الوضع الأوحال المنبعثة من أشغال حفر الترامواي والتي زادت من صعوبة مهمة تدخل الفرق المختصة للحماية المدنية.