تحول مقر ولاية عنابة، صباح أمس، إلى منبر حر ومفتوح لجملة من الاحتجاجات قادها في بادئ الأمر عشرات المصابين بأمراض القصور الكلوي، ليلتحق بهم بعد ذلك المقصون من قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي عبر وسط وخارج مدينة عنابة، ليطالب جميعهم بإدراجهم ضمن المستفيدين من حق الحصول على سكن لائق، ما استدعى تدخل عناصر مكافحة الشغب التي منعت عملية اقتحام مقر الولاية وتمكنت في حدود منتصف النهار من تفريق المحتجين. فعلى غير العادة، تجمع صباح أمس عدد معتبر من مرضى القصور الكلوي الخاضعين لعمليات الدياليز في احتجاج فريد من نوعه، نددوا خلاله بعملية إقصاء مريض مصاب بقصور كلوي من قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي، مطالبين بمساعدة المعني الذي يقيم في ظروف سكنية مزرية للغاية رفقة عائلته، مهددين في الوقت عينه بمباشرة إضراب عن تلقي عمليات التصفية بالدم إذا لم تؤخذ وضعية صديقهم المريض بعين الاعتبار، وتنصفه السلطات الولائية خاصة وأن ملف طلبه للسكن يعود إلى سنوات. وأكد ممثل هؤلاء المرضى أنهم على استعداد لتحمل كامل عواقب التخلي عن عمليات الدياليز الخاصة بهم، إذا لم تتخذ السلطات المعنية قرارا لصالح هذا المريض المغلوب على أمره، والذي تدهورت وضعيته الصحية أساسا نتيجة الإقامة في كوخ قصديري، مضيفين أن وضعيتهم الصحية لن تزيد تدهورا على ماهي عليه في ظل ندرة الأدوية الخاصة بهم وجملة المشاكل العالقة لمراكز تصفية الدم. من جانب آخر ونظرا لالتحاق سكان وسط عنابة، الذين باشروا احتجاجهم على السكن الاجتماعي من أمام مقر الدائرة أولا، ليلتحقوا بالمصابين بأمراض القصور الكلوي ويضموا أصواتهم إليهم للمطالبة بإدراجهم ضمن المستفيدين من السكن الاجتماعي، ليتدخل أعوان مكافحة الشغب لكبح جماح هذا الاحتجاج الذي كاد ينزلق نحو أعمال شغب نتيجة سخط المحتجين، مرضى منهم وأصحاء على السلطات الولائية والقائمين على شؤون الدوائر بتوجيه تهم التلاعب بالقوائم لهم ومطالبتهم بمراجعة هذه الأخيرة لإنصاف ما أسموه أبناء الولاية الذين حرموا من الحصول على سكن رغم معاناتهم وأقدمية ملفاتهم.