الخبراء يؤكدون.. تدويل القضية السورية تم الإعداد له منذ البداية تدخل ابتداء من اليوم رسميا القضية السورية مرحلة الحسم الدولي، بعد عشرة أشهر من المد والجزر في قرارات جامعة الدول العربية وتقارير المنظمات الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، والتي سقط بها منذ احتدام الأزمة بين المعارضة والنظام أزيد من 5 آلاف قتيل، بحسب تقارير الأممالمتحدة. وبينما تعقد اللجنة العربية اجتماعا جديدا لدراسة جدوى البروتكول في حل القضية وضمان حماية المدنيين في سوريا، اتجهت الدول الكبرى في مقدمتها فرنسا للتعامل بشكل مباشر مع المجلس. وحتى روسيا المتهمة دوليا بالدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فقد تقدمت منذ يومين بمشروع قرار بشأن أعمال العنف في سوريا، إلى مجلس الأمن يدين بشدة العنف من جميع الأطراف، رغم أنه لم يتضمن التوصية بفرض أي عقوبات أو حظر للأسلحة على نظام السوري. وتجتمع اليوم اللجنة العربية المكلفة بالملف السوري، في العاصمة القطرية الدوحة، بعد أن كان مقررا عقده في القاهرة، في حين تم تأجيل اجتماع لوزراء الخارجية العرب كان مزمعا إجراؤه في اليوم نفسه إلى أجل غير مسمى. ومددت الدول العربية على نحو متكرر المهلة التي منحتها لسوريا للموافقة على الخطة التي تقضي بأن يشرف مراقبون عرب على سحب القوات السورية من المدن التي تشهد الاحتجاجات. وانتهى آخر تمديد في الرابع ديسمبر. ولا تزال المواقف الدولية تشهد تصريحات ضد النظام السوري، وأكد السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جيرار آرو، أن مجلس الأمن الدولي “يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سوريا”. وقال آرو، بعدما أعلنت مفوضة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، نافي بيلاي، مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص منذ مارس الماضي، إن “فرنسا وأعضاء آخرين في مجلس الأمن يعتبرون أن صمت المجلس يشكل فضيحة”. من جهته، صرح السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة، مارك ليال جرانت، “نعتقد الآن أن على المجلس أن يتحرك”. بدوره، قال السفير الألماني في المنظمة الدولية، بيتر فيتيج، “من غير المقبول أن يدان المجلس على بقائه صامتا”. وأوضحت روزماري ديكارلو، مساعدة سفيرة الولاياتالمتحدة لدى المنظمة الدولية، أن ما عرضته بيلاي “أثار توترا كبيرا”، وأضافت: “نعتبر أن التزام مجلس الأمن الصمت خلال الأشهر الأخيرة هو أمر غير معقول”. ويرى الخبراء والمراقبون أن خيارات الرئيس الأسد باتت معدودة، أمام هذا “التوافق” الدولي على رحيله في أقرب وقت ممكن، حيث يعتبر خيار الرحيل هو الأسلم له بحسب الخبراء، وإن كان أمرا مستبعدا بالنظر إلى طبيعية الأسد الذي لا يزاد يحظى بدعم من القيادات العسكرية المحيطة به، والتي تملك زمام الأمور في تحريك المشهد من الداخل، بينما تسعى جهات دولية في مقدمتها إيران لحماية مصالحها في المنطقة ومع الرئيس الأسد. ويرى الخبراء أن عجز الدول العربية عن اتخاذ قرار “حاسم” يضمن عدم تدويل القضية السورية، وحماية المدنيين لم يكن صدفة، حيث تجمع آراء الخبراء والمراقبين للمشهد السوري على أن تلك الخطوات ما هي إلا ضمان تمرير قرار تدويل القضية السورية في مجلس الأمن بشكل لا يحرج الدول العربية، خصوصا أنه لم يمى زمن طويل على تمرير الجامعة العربية لقرار تدويل القضية الليبية حيث يعتقد العديد من الخبراء العرب أنه قرار مهين ويحمل تورطا عربيا ضد دولة كاملة السيادة وعضوة في جامعة الدول العربية. برهان غليون في تونس لتعزيز صفوف المعارضة ضد الأسد يعقد المجلس الوطني السوري الذي يمثل غالبية تيارات المعارضة ضد نظام دمشق، اجتماعا يستمر ثلاثة أيام في تونس ليدير بشكل أفضل ويسرع سقوط نظام بشار الأسد الذي يعد حتميا. وقال رئيس المجلس برهان غليون عشية افتتاح المؤتمر أمس الأول، إن “الأسد انتهى وسوريا ستصبح ديمقراطية والشعب سيكون حرا أيا كان الثمن”، مضيفا أن هذا الاجتماع يهدف إلى تحقيق “تنسيق وتنظيم المعارضة لوقف القتل اليومي الذي يمارسه النظام الإجرامي” السوري. وأكد أنه “يجب توحيد المعارضة لإعطائها مزيدا من القوة.. علينا أن ننجز هذا المؤتمر بتنظيم أكبر وتوجهات أوضح ومزيد من الطاقة”، بينما ينتظر وصول حوالي مائتين من أعضاء المجلس إلى العاصمة التونسية. ويضم المجلس الوطني السوري الذي ولد في نهاية سبتمبر في اسطنبول معظم التيارات السياسية وخصوصا لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات على الأرض والليبراليين والإخوان المسلمين الحركة المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا وأحزابا كردية وآشورية.