يناقش القادة الخليجيون خلال قمتهم المتوقع عقدها في الرياض اليوم ملفات شائكة كالعلاقات الصعبة مع إيران وتشابكها مع الأحداث في سوريا والبحرين والعراق. وقال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي بن عبد الله، لوكالة الصحافة الفرنسية إن الملف السياسي سيتطرق إلى “كثير من الأوضاع الراهنة التي تفرض نفسها كالعلاقات مع إيران والأوضاع في اليمن وسوريا”. وأضاف أن “الكثير من قضايا الشرق الأوسط ستعرض على اجتماع القمة من باب واقع الأمر وواقع الظروف التي تفرض نفسها على اجتماع القمة” التي تعقد الاثنين والثلاثاء المقبلين. وأوضح أن “قادة دول المجلس سيتبادلون الآراء حول تلك القضايا وستصدر التوجيهات المشتركة حول كيفية التعامل معها” مشيرا إلى أن “هناك مسائل متفق عليها في إطار دول المجلس، خصوصا في التعاون والبرامج المشتركة”. من جهته، قال مصدر رفيع في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي رافضا كشف اسمه إن “القادة سيناقشون العلاقات مع إيران والمبادرة الخليجية في اليمن مؤكدين دعمهم لها”. وأضاف ردا على سؤال أن “ملف سوريا موجود لدى جامعة الدول العربية”. وأشار إلى أن “الانسحاب الأميركي من العراق يبقى شأنا داخليا وحتى الآن، ليس هناك أي إعلان خليجي بخصوص هذا الأمر”. في المقابل، قال متحدث رسمي إيراني إن الزيارة التي تمت وسط أجواء من التوتر الشديد بين طهرانوالرياض، تندرج “في إطار المشاورات بين إيران والسعودية لتبديد اللبس والتطرق إلى المسائل الأمنية بين البلدين”. وتعد هذه الزيارة الأولى لمسؤول إيراني رفيع منذ تدهور العلاقات بين البلدين إثر أحداث البحرين في مارس الماضي. وتفاقمت الأزمة بين البلدين بعد الكشف عن مخطط لاغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة عادل الجبير في أكتوبر نسبته واشنطن إلى طهران. وردا على سؤال حول تشابك العلاقات بين سوريا وإيران، أجاب الدخيل أن “العلاقات الإستراتيجية ليست جديدة، فقد بدأت منذ العام 1979، لكن الجديد هو عدم قدرة الرئيس السوري بشار الأسد على إدارة التوازنات خلافا لما كان يفعله والده”. وأضاف الدخيل “لابد من الإصلاح في الداخل، بالإضافة إلى طرح موضوع الوحدة بين دول المجلس أولا قبل الانفتاح على الآخرين” في إشارة إلى احتمال انضمام الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون. وعبّر الدخيل عن اعتقاده بأن “انضمام هذين البلدين أصبح في حكم المؤجل” مشيرا إلى “ضرورة الانفتاح ليس على الملكيات فقط، إنما على مصر وغيرها وربما سوريا في وقت لاحق”. يذكر أن وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، كان قد أعلن نهاية الشهر الماضي أنه “لا يوجد هناك من يعترض على علاقة مميزة للغاية بين المجلس والأردن والمغرب، لكن هناك عدم وجود إجماع في الوقت الحالي على ضم البلدين”.