أعلن موفد الأممالمتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بحاجة إلى علاج طبي يتحتم عليه تلقيه في الخارج. وكان صالح قد أصيب في هجوم على قصره بصنعاء ونقله للمعالجة في السعودية، وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعلن في نوفمبر أن الرئيس صالح سوف يتوجه إلى نيويورك للعلاج. وقال بن عمر إن “الرئيس صالح ما زال بحاجة لعلاج طبي مهم ويجب أن يتوجه إلى خارج اليمن”. وأضاف أن “الجهود” جارية كي يتمكن من الحصول على العلاج. كان موفد الأممالمتحدة يتحدث بعد أن قدم تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي حول الوضع في اليمن، والذي اعتبره “غير مستقر”. وأشار إلى أن تنظيم القاعدة أصبح يسيطر على ما لا يقل عن ثلاث مدن في جنوب اليمن وأن الحكومة الانتقالية تواجه “صعوبات ضخمة” لبسط سيطرتها. وأوضح أن ما بين خمس إلى ست محافظات يمنية من أصل 18 هي بين أيدي المعارضة أو القاعدة، مضيفا أن تنظيم القاعدة وحلفاءه حققوا “تطورا مذهلا”. وقال بن عمر إن تنظيم القاعدة لا يدعو فقط إلى “الجهاد” ولكنه “يتبنى أيضا خطابا يتوجه إلى معاناة الناس وهي كثيرة في الجنوب”. وأعرب بن عمر عن ثقته حيال تنظيم انتخابات خلال 60 يوما، مضيفا أنه “من المهم جدا أن تستعيد الحكومة السيطرة على المناطق الخارجة عن سيطرتها حاليا كي تنجح المرحلة الانتقالية”. يأتي حديث جمال بن عمر بعد أيام من بدء عملية إزالة المظاهر المسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء، ويبدو الوضع الميداني بالنسبة للمتفائلين على الطريق الصحيح لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليها قبل اندلاع الأزمة وحركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام. في المقابل، يرى مراقبون أن هناك تعقيدات تحول دون إحراز نجاح كامل للجنة العسكرية المكلفة بتحقيق الأمن والاستقرار. ويشير هؤلاء إلى أنه رغم البداية الموفقة لعمل هذه اللجنة، إلا أنها ستواجه عراقيل قد لا تستطيع التغلب عليها، وخاصة في بعض المناطق وبالذات منطقة الحصبة والتي ترفض الأطراف المسيطرة عليها إخلاءها. وفي غضون ذلك واصل الشباب المحتجون تظاهراتهم الصعيدية، والمطالبين بمحاكمة صالح، فقد تحركت مسيرة راجلة من مدينة تعز جنوب البلاد مرورا بمحافظات إب وذمار للوصول إلى العاصمة صنعاء تعبيرا عن المساندة للشباب المعتصمين بساحة التغيير بالعاصمة.