هدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، المسؤولين اليمنيين بإنهاء الزيارة التي يقوم بها حالياً إلى البلاد، ما لم يتراجع الرئيس علي عبد الله صالح عن مواقفه المتشددة حيال التوقيع على المبادرة الخليجية، مذكراً إياهم بالجلسة المقبلة لمجلس الأمن لمراجعة قراره الخاص بإنهاء الأزمة، في وقت زار المسؤول الأممي ساحة التغيير بصنعاء ووعد بزيارة تعز التي تتعرض هذه الأيام لأكبر حملة تنكيل للمطالبين بإسقاط النظام. في الوقت الذي التفت جامعة الدول العربية وبقوة لاتخاذ قرار ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قالت تقارير إعلامية يمنية إن المعارضة سجلت وقفة احتجاجية أمام مقر جامعة الدول العربية، لمطالبتها باتخاذ قرار أكثر حزما ضد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وشاركت الجالية اليمنية وبقوة في الوقفة التي لم تحظ باهتمام إعلامي كبير، وهو ما شكل امتعاضا لشباب الثورة اليمنية. من جهتها، أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة التي وقعت في تعز باليمن، واستهدفت السكان المدنيين. ودعت إلى فتح تحقيق في هذا الأمر، حسب ما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند. وقالت المتحدثة: “نشعر بقلق عميق إزاء الهجمات التي استهدفت السكان المدنيين في مدينة تعز”، مذكرة بأن الولاياتالمتحدة “تدين العنف من قبل جميع الأطراف”، وتدعو إلى ضبط النفس. وأضافت المتحدثة الأمريكية: “إذا كان الرئيس صالح حريصا بالفعل على مستقبل اليمن وعلى مواطنيه، فلا بد له من البدء على الفور بنقل كامل للسلطة” تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية، داعية صالح إلى “الالتزام بوعوده من دون تأخير”. وكان قد صدر قرار عن مجلس الأمن الشهر الماضي حمل الرقم 2014 دعا الرئيس صالح إلى التوقيع على الخطة الخليجية الرامية إلى حل الأزمة التي يشهدها اليمن والتوقف عن قمع التظاهرات المناهضة له. من ناحية أخرى، دعا المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية في اليمن، السبت، الأممالمتحدة إلى فرض عقوبات على نظام الرئيس علي عبد الله صالح في صنعاء، وحماية المدنيين إثر مقتل 15 شخصا في تعز جنوب غربي البلاد، بينهم أطفال، في عمليات قصف استهدفت تجمعا مناهضا للنظام. وقد أدان المجلس، وهو تحالف يضم القوى المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، بأشد العبارات وأقساها مجزرة تعز التي يرتكبها النظام بحق الثوار الأبطال وحرائر اليمن الثائرات الماجدات في ساحات الحرية العامة، والتي نفذت في حين بدأ موفد الأممالمتحدة، جمال بن عمر، مهمة في محاولة لحمل السلطة والمعارضة على البدء بعملية انتقالية سلمية. من جهته، حذر نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لدى استقباله، السبت، جمال بن عمر وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، من أن الشعب اليمني لم يعد قادرا على تحمل المزيد من هذه الأزمة الطاحنة التي شملت النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية حيث وصلت أضرارها إلى جميع فئات الشعب بدون استثناء. وقال: “نخاف اليوم من ثورة الجياع التي أنتجتها هذه الأزمة”. ورحب نائب الرئيس بالسفراء والمبعوث الأممي وقال: “لدينا جميعا مهمة متمثلة بترجمة قرار مجلس الأمن رقم 2014 على أرض الواقع، وتلك غاية يجب أن يضطلع بها الحزب الحاكم والمعارضة على حد سواء”. وأشار إلى أن المؤتمر الشعبي العام “قد رحب بالقرار وسيعمل على ترجمته بكل السبل الممكنة”. وأشار بن عمر، الذي وصل الخميس إلى صنعاء لتحضير تقريره الذي سيقدمه، الأسبوع القادم، لمجلس الأمن الدولي حول تطبيق قراره، إلى ضرورة التوصل سريعا إلى تسوية سياسية للأزمة. وقال الموفد الأممي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، إن مجلس الأمن ينتظر مثل هذه التسوية “في أسرع وقت”. والتقى بن عمر، بعد ظهر السبت، ممثلين عن شباب التغيير في صنعاء في إطار مشاورات يجريها لمتابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن. وقالت الوكالة إن بن عمر أعاد التأكيد على أن حركة الشباب هي طرف رئيسي في العملية السياسية، مشيرا إلى جهود مكثفة تجري الآن من أجل دفع العملية السياسية إلى الأمام. وقال في تصريح للصحافيين أثناء زيارته للمستشفى الميداني بساحة جامعة صنعاء، السبت، “إن زيارتي هذه لليمن هي لمتابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014”.