الجزائر - تواصلت المواجهات المسلحة وسط العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الخميس بين قوات الأمن وأنصار الشيخ صادق الأحمر زعيم كبرى قبائل اليمن متسببة في سقوط قتلى في وقت توافد فيه الآلاف من رجال القبائل لصنعاء لدعم أنصار الزعيم القبلي. وقد تصاعدت حدة الاشتباكات بين قوات الامن اليمنية والوافدين من أنصار الشيخ صادق الأحمر اليوم على حاجز أمني يقع على بعد (15 كم) عن صنعاء ما أسفر عن سقوط 15 قتيلا والعديد من الجرحى وفق ما أكدته مصادر اعلامية. وفي إطار تطهيرالمنشآت والمقارات الحكومية بمنطقة "الحصبة" شمال شرق صنعاء والتي احتلتها خلال الأيام الماضية عناصر مسلحة موالية للشيخ الأحمر تواصلت المواجهات اليوم بين وحدات أمنية يمنية خاصة وهذه العناصر المسلحة. وفي هذا السياق، صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية اليمنية بأن "وحدة أمنية خاصة وجهت في ساعة مبكرة اليوم ضربات قوية وموجعة لعصابات أولاد الأحمر في منطقة الحصبة تمكنت خلالها من إخراج المعتدين من عدد من المنشآت والمرافق العامة بالمنطقة فيما تمكنت القوات الأمنية أمس من تطهير مبني وزارة الإدارة المحلية ومقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم)". وأفادت مصادر يمنية مسؤولة من ناحية اخرى ان مسلحو تنظيم القاعدة سيطروا اليوم على ميناء (مقاطين) وهو عبارة عن ميناء بحري قديم يقع في مدينة شقرى الساحلية بمحافظة ابين الجنوبية علما ان عناصر مسلحة كانت قد سيطرت خلال الأيام الماضية على عدد من المناطق والمديريات في المحافظة. وكانت مصادر رسمية اليمنية قد ذكرت أمس الاربعاء أن أكثر من 40 شخصا من العناصر المسلحة الموالية للشيخ الأحمر لقوا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون. و نقلت وسائل الاعلام عن مصدر طبي قوله ان 50 شخصا قتلوا وأصيب عشرات الاخرين في مواجهات وقعت امس بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ الأحمر بصنعاء . وذكرت تقاريراعلامية ان دوي الانفجارات الناجمة عن قذائف الأسلحة الثقيلة لا زال يسمع في أنحاء العاصمة اليمنية وبصورة متزايدة وكثيفة مما أصاب العديد من المواطنين بالعاصمة بحالة من القلق تخوفا من تداعيات هذه الأحداث خلال الأيام القليلة المقبلة. وعلى صعيد وبسبب الاعتداءات المسلحة التي تقوم بها عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن بمحافظة أبين منذ الأحد الماضي فر أكثر من ثمانية آلاف شخص بينهم أطفال من المنطقة إلى عدن كبرى مدن جنوب اليمن وفق ما اكدت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ". غير ان آخرين تقطعت بهم السبل ولم يتمكنوا من الخروج ومغادرة المدينة اما لظروف مادية او لانعدام الخيارات والبدائل وفقا لذات المصدر. وقال مدير فرع جمعية الهلال الأحمر بعدن عمر الزغلي انه تم توزيع ابناء النازحين على العديد من المدارس وتوقع زيادة عدد النازحين خلال الأيام المقبلة مبديا استعداد الجمعية بالتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة واللجنة الدولية للهلال والصليب الأحمر لتقديم المساعدات الغذائية والإيوائية وغيرها من الخدمات الإنسانية للأسر النازحة. وقال مصدر في مكتب الأممالمتحدة بصنعاء "فر آلاف المدنيين من ديارهم في بلدة زنجبار الساحلية بعد ثلاثة أيام من الهجمات البرية والغارات الجوية المكثفة التي شنها الجيش ضد المسلحين من القاعدة الذين اقتحموا المدينة الأحد الماضي". ويعيش مئات النازحين من زنجبار عاصمة محافظة أبين التي تقع على بعد حوالي 500 كيلومتر جنوب شرق صنعاء في العراء. وعبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية في اليمن وقالت أن العنف اتخذ بعدا جديدا مع اندلاع المواجهات المسلحة في مدينتي صنعاء وتعز ومحافظة أبين. ومنذ بداية الاحتجاجات في اليمن دعت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونسيف) كافة الأطرف السياسية في البلاد إلى حماية الأطفال وتجنيبهم أحداث العنف وعدم الزج بهم في الصراع معربة عن بالغ قلقها لتعرض الأطفال لأعمال عنف أو أن يصبحوا ضحايا له في إطار الاضطرابات التي تشهدها اليمن حاليا. وفي خضم تأزم الوضع السياسي تبادلت السلطة اليمنية ومصادر المعارضة الاتهامات بقيام كل طرف بإدخال أسلحة إلي المناطق المحيطة بما بات يعرف باسم "ساحة التغيير" أمام جامعة صنعاء والتي يعتصم بها المناهضون للنظام منذ 11 فيفري الماضي. واعتبر ملاحظون محليون ان هذا الوضع قد يؤدي إلي توسيع نطاق العنف والمواجهات المسلحة بصنعاء رغم عدم توقف المواجهات المسلحة العنيفة الدائرة منذ عدة أيام بمنطقة "الحصبة" بين القوات الحكومية وبين العناصر الموالية للزعيم القبلي الصادق الاحمر. وكان الرئيس اليمني على عبد الله صالح رفض في 22 ماي الجارى التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في بلاده مشترطا حضور المعارضة للقصر الجمهوري وهو ما رفضته المعارضة بعدما كانت وقعت في منزل أحد قيادتها في 21 ماي الجارى. وعلقت في وقت سابق دول الخليج مبادرتها بشأن حل الأزمة اليمنية بعد رفض الرئيس صالح التوقيع عليها بعد ان تقدمت بمبادرة لحل الأزمة اليمنية بسبب الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام تتضمن تنحي الرئيس صالح عن السلطة خلال 30 يوما.