يعاني المئات من سكان أحياء باتنة من مشاكل انعدام الإنارة العمومية الذي بات يشكل هاجسا لهم، ما جعلهم يشتكون إلى مصالح شركة سونلغاز في العديد من المرات وكذا السلطات المحلية، مطالبين بالتدخل من أجل توفير الإنارة العمومية، خصوصا على مستوى الشق الجنوبي من حي كشيدة والتجمعات السكانية المحاذية له، مرورا إلى الأحياء الجديدة القريبة من بلدية لامبيريدي جنوبا. تعاني هذه الأحياء من انعدام الإنارة ما يجعل المواطنين قلقين من تزايد نشاط عصابات المنحرفين وتعرض منازلهم للسطو أو تعرضهم للاعتداء، لا سيما خلال فترة المساء والساعات الأولى من الليل، حيث يعودون إلى منازلهم عبر الأزقة والشوارع المظلمة، ناهيك عن انتشار الكلاب الضالة ما أصبح يشكّل خطرا حقيقيا على المواطنين الذين يخافون من الخروج صباحا لآداء صلاة الصبح بسبب الانتشار الكثيف لهذه الأخيرة. ولا تقتصر ظاهرة الأحياء المظلمة على عاصمة الولاية فقط، بل تسجل بأكثر حدة في التجمعات السكنية التابعة للبلديات المجاورة على غرار أحياء بالغجاتي وحيي بوييلف وبوعكاز ببلدية فسديس، التي طالب سكانها مرارا بتوفير الإنارة العمومية، علما أن المشكل تسبب في كثير من حوادث المرور ليلا بالمناطق التي تكون فيها الرؤية صعبة بسبب الظلام. وقد أكدت السلطات المحلية بباتنة أن الظلام مردّه إلى نشاط عصابات سرقة الكوابل الكهربائية التي تنشط بدرجة أكثر بالمناطق البعيدة عن عاصمة الولاية، وهي الظاهرة التي كبّدت مؤسسة سونلغاز خسائر فادحة خلال السنوات الأخيرة وفوّتت عليها مداخيل بالملايير صنّفت في خانة الأرباح الضائعة. ولم تسلم خيوط الهاتف أيضا من عمليات السرقة، وهو ما يترجم العزلة التي تفرض على كثير من المناطق من وقت إلى آخر، ما يستدعي تدخل المصالح التقنية لسونلغاز واتصالات الجزائر لإصلاح العطب في كل مرة وإرجاع الأمور إلى مجاريها. كما أن مصالح الأمن بباتنة أوقفت عددا من الأشخاص على فترات متقاربة في المدة الأخيرة وهم متلبسون بسرقة الخيوط النحاسية قصد بيعها، والذين تم تحويلهم إلى الجهات المختصة التي حكمت بالسجن على عدد منهم. ويطالب المواطنون المتضررون من السلطات المحلية ومصالح سونلغاز بإيجاد حل نهائي للمشكل في أقرب الآجال. وتجدر الإشارة إلى أن العشرات من سكان حي 510 مسكن بدائرة الشمرة المعروف ب” قرعة الوز” قاموا خلال اليومين الماضيين بحركة احتجاجية موسعة أغلقوا خلالها الطريق الولائي رقم 25 الرابط بين البلدية وعاصمة الولاية، واستعملوا الحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية المحترقة ما تسبب في شلل تام في حركة المرور طيلة ساعات النهار، واستدعى تدخل المسؤولين المحليين وتنقلهم إلى مكان الاحتجاج من أجل التحاور مع المواطنين الذين طالبوا بربط منازلهم على مستوى الحي المذكور بالكهرباء بعد أن عانوا كثيرا من الظلام سواء داخل منازلهم أو في الحي المفتقر بدوره إلى الإنارة العمومية.