تواجه سبع عائلات قاطنة بالمبنى 8 بشارع يوسف بن تاشفين في سيدي الهواري، خطر الموت تحت أنقاض المسكن الموروث عن الحقبة الإسبانية، والذي يوشك على الانهيار في أية لحظة جراء التشققات. وذكر أحد القاطنين أن السقف انهار على زوجته مؤخرا، وقد نجت بأعجوبة من الموت المحقق، بينما أصبح الجيران يستخدمون سلما خشبيا للصعود إلى الطابق الأول بعد انهيار السلالم الأصلية، حيث يتقاسم الجميع مرحاضا واحدا ناهيك عن الظروف المزرية التي يتقاسمها الجيران طيلة 40 سنة كاملة بالمكان الذي - يضيف قاطنوه- أنه استُثني في أكثر من مناسبة من عمليات الترحيل إلى سكنات لائقة، كان آخرها عقب الزلزال الذي ضرب المدينة في 2009، حيث عاين رئيس الدائرة رفقة مدير القطاع الحضري المبنى دون أن يقدم ضمانات بإعادة إسكانهم. وفي سياق متصل، أوضح السكان أن عدد اللجان الخاصة بالإحصاء التي تعاقبت على المبنى لا تعد ولا تحصى، إلا أن ذلك لم يشفع لهم منذ 1971 في الحصول على سكنات لائقة، حيث استغرب بعضهم من ترحيل عائلات أخرى من أحياء بسيدي الهواري دون أن يتم الالتفات لمعاناة هذه العائلات التي تناستها لجان التوزيع والإحصاء على حد تعبيرهم. فيما أكد كل من أرباب عائلات “اوريبي” ،”عدة “الحاج مخطار” و”عريبي” التي تتقاسم نفس الظروف بذات المبنى المتداعي، أن القطاع الحضري لسيدي الهواري كان قد أدرج المسكن في الخانة الحمراء في مناسبتين، حيث ذكر السكان أنه تم إشهار ذلك على جدران الإدارة المذكورة، إلا أن الغموض عاد ليلف مصيرهم من جديد. كما تم من جهة أخرى، نهاية رمضان الماضي، تسجيل هذه العائلات دون أن يتم إدراجها لحد الساعة في قوائم المستفيدين من السكنات التي حظي بها قاطنو نفس الحي. وفي الأخير، ينتظر أرباب هذه الأسر التي أنهكها الانتظار التفاتة جادة من السلطات الولائية لإنهاء معاناتهم، خصوصا بعدما تم استدعاؤهم في جانفي من العام الماضي بعد الشكاوى التي رفعوها آنذاك، مطالبين السلطات المحلية بالإسراع في إدراجهم ضمن المستفيدين قبل وقوع الكارثة.