تحتفل مصر، اليوم، بالذكرى السنوية الأولى للثورة المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، الذي يحاكم الآن بعدة تهم تتعلق باستغلال المنصب والفساد وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين. ويستعد الملايين من المصريين للتوجه اليوم إلى ميدان التحرير المفتوح على جميع السيناريوهات سواء الاشتباكات والفوضى أو مرور المشهد باحتفالات عادية وسط تضارب التصريحات بين من يعتبر اليوم فرصة لثورة جديدة ضد التيارات الإسلامية المتهمة بسرقة ثمار ثورة 25 يناير وبين مطالب باعتبار اليوم للاحتفال بعيدا عن مواجهات سياسية أو تصفية حسابات إيديولوجية حول طبيعة شكل الدولة المصرية الجديدة. قبل 24 ساعة من بدء فعاليات الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، قضى المعتصمون بميدان التحرير ليلتهم داخل الخيام بصينية الميدان يعدون لهذا اليوم، وكيفية تأمين الميدان والسياسة التى سيتبعونها مع البلطجية فى حالة حدوث أي اشتباكات. وشدد المعتصمون على ضرورة تطهير الميدان وتأمينه بشكل جيد قبل أن يأتي الإخوان المسلمون اليوم لتطهيره من البلطجية كما أعلنوا سابقا. ومزق المعتصمون إحدى اللافتات التى تحمل تهنئة من قبل أحد الائتلافات باعتبار 25 يناير احتفالا بالذكرى الأولى للثورة، مؤكدين أن الثورة لم تكتمل حتى يتم الاحتفال بها. وأكدت مختلف التيارات السياسية مشاركتها في الفعاليات، وأعلن شيعة مصر من مختلف المحافظات مشاركتهم في الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة "25 يناير"، بميدان التحرير بالقاهرة، مطالبين المصريين جميعا والثوار الشباب على وجه الخصوص بوحدة الصف ونبذ الخلافات والبعد عن كل ما يؤدي إلى الفرقة، وعدم الحرص على الظهور الإعلامي والحفاظ على سلمية الثورة واستكمال منجزاتها والاستفادة من الدروس الهامة التي مرت بها الثورة خلال العام الماضي. وطالب الشيعي الطاهر الهاشمي، الأمين العام لاتحاد قوى آل البيت بمصر، في بيان صدر بالتصدي لكل محاولات فلول النظام البائد للسطو على منجزات الثورة وحرفها عن تحقيق أهدافها، وتفريغها من محتواها الثوري وشعاراتها من كرامة وعيش وحرية وعدالة اجتماعية. واعتبر الهاشمي أن الثورة العظيمة ورغم ما حققته من إنجازات مازالت في مراحلها الأولى، ولا ينبغي أن يتسلل اليأس إلى قلوب الثوار والشعب. وأكد البيان أن ميدان التحرير هو البرلمان الحقيقي والضمان الوحيد الذى يمكن الوثوق به لنجاح الثورة، والمعبر عن ضمير الشعب والسد المنيع أمام كل محاولات إجهاض المؤتمرات التي تحاك ضدها من الداخل والخارج من المتربصين بالثورة المصرية.