رفع الستار، عشية نهاية الأسبوع الفارط، بمدينة أزمور المغربية، عن فعاليات الدورة الثانية لملتقى الزجل العربي الذي احتضنته المدينة على مدار أسبوع من الزمن، وكانت فيه الجزائر ضيفة شرف الطبعة، من خلال الشاعر توفيق ومان، الشاعر ياسين أوعابد، والشاعر قادة دحو. اليوم الأخير من هذه الدورة ارتأى منظموها أن يخصص للشاعر الزجال المغربي أحمد طيب العلّج، الذي قدم ويقدم منذ سنوات طويلة سلسلة من الأعمال الشعرية الشعبية القيمة التي قدمها نجوم الغناء المغربي في أعمالهم الغنائية الرائدة، أمثال عبد الهادي بلخياط، الدوكالي، محمود الإدريسي، لطيفة رأفت، وغيرهم. وقد عرفت أيام الملتقى، الذي بادر المرصد الوطني المغربي للتنمية والشباب بتنظيمه، توقيع اتفاق تعاون بين الرابطة المغاربية للأدب الشعبي التي يترأسها توفيق ومان، مع الإتحاد المغربي للزجل الذي يشرف عليه محمد مومر، يهدف من خلاله هؤلاء إلى أن يكون الاتحاد المغربي للزجل هو الفرع المغربي الوحيد الممثل في الرابطة المغاربية للأدب الشعبي، ويلتزم بقوانينها وتمثيلها في المغرب والعمل على التعريف والإشراف على تنظيم العضوية فيها والتنسيق مع رئيس الرابطة المغاربية وممثل الرابطة في المغرب، يتم طبع سلسلة من البحوث الأكاديمية فيما يخص الأدب الشعبي والدواوين الشعرية للشعراء الشعبيين الجزائريين والمغاربة. بالإضافة إلى هذا يتم تنظيم أنشطة مشتركة مرة كل سنة بين ثلة من الباحثين والشعراء الجزائريين والمغاربة، وتنظيم إقامات أدبية وملتقيات وتبادل الزيارات في هذا الإطار حسب الإمكانيات المتاحة للطرفين، كما أكد الطرفان في ختام فعاليات الدورة هذه، على ضرورة تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين ضمانا للشراكة الفنية والثقافية. وفي الختام، خرج المشاركون بسلسلة من التوصيات، أهمها اعتزام الرابطة الوطنية للأدب الشعبي، تنظيم ملتقى للشعر الشعبي تحتضنه الجزائر مطلع شهر أفريل المقبل، يتم فيه بلورة اتفاقيات الشراكة من خلال استضافة عدد من الشعراء المبدعين المغاربة، في الوقت الذي يشرع الإتحاد المغربي للزجل بتنظيم لقاء آخر أواخر السنة الجارية بالمغرب. وقد شهدت الأمسية الشعرية التي خصصت للشعراء الجزائريين، تميزا ملحوظا لكل من الشاعر ياسين أوعابد الذي حلّ لأول مرّة في المغرب، وقدم فيها عددا من النصوص الشعرية التي تغنى فيها بالجزائر وشهدائها الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن. وقد وجدت نصوصه هذه تجاوبا جماهيريا كبيراً من قبل الحضور خاصة نصه الموسوم ب”حني حني يا الحنانة”. من جهته أبدع الشاعر قادة دحو على ركح المدينة الأثرية أزمور، التي احتك فيها لأول مرة مع الشعراء العرب والمغاربة، على الرغم من كونه تلقى سلسلة من الدعوات في السابق، لكن الفرصة لم تسمح له بهذا الاحتكاك لصعوبة الحصول على تسريح من المشرفين عليه في العمل، وهو ما أضحى يعانيه المبدع الجزائري. أما الشاعر توفيق ومان فقد تمكن مرة أخرى من تدوين اسمه بحروف من ذهب في الوسط الشعري الشعبي العربي من خلال سلسلة من النصوص الشعرية الحداثية، التي جعلت عددا من الموسيقيين والمطربين المغاربة يفكرون في تقديم عدد من أشعاره في شكل أغاني في المستقبل القريب، على غرار المطرب التونسي لطفي بوشناق، الذي شرع في التحضير لأغنية من أشعاره.