اعتبر الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية (الأممالمتحدة للإسكان) جون كلوس مساء امس الاثنين بقسنطينة بأن الفضاء العمومي غير المبني يجب أن تعطى له أهمية وأسبقية أكثر من المبني" لتصميم مدينة القرن ال21. واعتبر كلوس خلال تنشيطه ندوة بقاعة أحمد حماني بجامعة قسنطينة بأن "التغيير لا بد منه" بالنظر إلى الوضعية الحالية للمدنية والعمران وذلك في ظل التطورات المتعاقبة والتي آلت إلى وضعية "لم تعد تحتمل". وتطرق إلى جملة من الحجج والتبريرات لدعم طرحه خاصة وأن المدينة كما هي اليوم تعتبر مستهلكة للطاقة بشكل مفرط للغاية وتكاليفه تتضاعف باستمرار وهي غير قادرة على تحمل هذا الإيقاع خاصة مع ارتفاع أسعار المحروقات. وبالإضافة إلى التطور ما بعد العصري للمدينة الذي أدى إلى البناء العمودي كحل لمعضلة الكثافة السكانية العالية جدا ما أدى كذلك إلى "التخلص من الشارع وتعويضه بممرات عريضة وكذا بالفضاءات التجارية الكبرى في أماكن البقالات والدكاكين الصغيرة ومخابز تقع في زاوية ما بالمدينة وهو ما أسفر عن تدهور العلاقات الاجتماعية" حسبما أشار إليه هذا المسؤول الأممي. وبعدما ركز بوجه خاص على أهمية التخطيط العمراني لا سيما ضرورة القيام بتوسيعات على مستوى كل المدن من خلال دراسة جادة ودقيقة وذلك بإشراك جميع الوزارات ذكر السيد جون كلوس الذي كان أيضا رئيس بلدية مدينة برشلونة الإسبانية في هذا الصدد بأن التخطيط الأصلي لمدينة معينة يتسم بالديمومة مشيرا إلى أن "روما لا تزال تعمل بتخطيط الرومان القدامى ونيويورك بالمخطط الذي أعد لها العام 1811". ومن هذا المنظور تبنى السيد كلوس أنه للقيام بتصميم مدينة ما أو توسيعها فإن 54 بالمائة من القدرات يجب أن تخصص للفضاء الحضري غير المبني لأن "هذا الفضاء يبقى يتميز بالديمومة مقارنة بالفضاء المبني الذي هو عرضة للتغيير بمرور الوقت". ورافع المدير التنفيذي للأمم المتحدة للإسكان في هذا الصدد "الربط بين ما هو موجود من قبل والتوسيعات الحضرية" وأن لا يتجاوز عرض الشوارع 30 مترا بالنظر حسبه فإن "أكثر من ذلك سيصبح عاملا من عوامل التمييز والتفرقة". وتطرق الأمين العام المساعد للأمم المتحدة في مداخلته الذي كانت يتحدث لحضور ضم سلطات محلية وأعضاء الأسرة الجامعية إلى عديد من التفاصيل الأخرى حول نظرة منظمة الأممالمتحدة لمستقبل المدينة والمعايير التي يجب أن تعتمد عليها وفقا لذات المنظمة. إثرها زار وفد الأممالمتحدة رفقة السلطات المحلية المدينةالجديدة "علي منجلي". قبل ذلك توجه السيد كلوس صباح امس إلى مدينة سطيف حيث زار القطب الرياضي الجاري إنجازه بالقرب من جامعة سطيف الباز فضلا عن القطب الحضري الجديد "الهضاب" ومجمع سكني بالعلمة.