التقى الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين، أمس، رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية، الذي يزور المنامة حاليا، وبحث معه التعاون المشترك والحقوق الفلسطينية. وحسب بيان لحكومة غزة، فإن الطرفين أكدا على أهمية التعاون، وتعزيز الصمود الفلسطيني وعدم التنازل عن الحقوق، وكان هنية قد التقى الملك البحرينى حمد بن عيسى آل خليفة أول أمس السبت، وبحث معه الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 5 سنوات، وما تتعرض له مدينة القدسالمحتلة. وكان رئيس حكومة غزة وصل صباح أمس إلى المنامة قادما من قطر، في ثاني محطة له من جولته الجديدة التي بدأها قبل أسبوع تقريبا، وهذه الجولة هي الثانية لهنية منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة منتصف عام 2007، وقد زار في جولته الأولى الشهر الماضي مصر والسودان وتركيا وتونس. ويرى محللون سياسيون أن حركة حماس تريد أن تقنع الغرب بأنها حركة مرنة، وسط تغيرات يموج بها العالم حاليا خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تحولات واسعة قد تكون في صالحها. ومن جانبه، قال المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة، إن ما ساعد حماس على هذا الانتشار خارجيا هو انهيار بعض الأنظمة التي كانت ترفضها بشدة أو تتجنب التعامل معها، وتحاول منعها من المشاركة في الساحة الدولية، إلا أن حماس تسعى الآن للمشاركة في النشاطات الدولية، وهو ما يعكس السلوك المرن للحركة. كما نبه قاسم إلى أن حركة حماس ما تزال غير مقبولة لدى بعض الأنظمة، لكن مع التغيرات المتلاحقة في المنطقة أصبح المجال مفتوحا وأكثر ملاءمة لها، متوقعا تحسن وضعها خارجيا في الفترة المقبلة بالتوازي مع تراجع دور حركة فتح والسلطة الفلسطينية لارتباطهما بإسرائيل. وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة منذ 2007 بعد أحداث دامية مع حركة فتح، راح ضحيتها العشرات، كما تم تخريب العديد من الممتلكات. وعن توقف العمليات العسكرية لحماس ضد إسرائيل في الفترة الأخيرة ودروها في تغيير صورتها، يقول الدكتور قاسم، إنه ليس مطلوبا من حركة حماس أن تطلق الصواريخ، لأن الاحتلال لم يعد موجودا في قطاع غزة، لكن المطلوب منها الآن هو الاستعداد لأي حرب متوقعة على القطاع. ونفت حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” إصدار تعليمات لجناحها العسكري ”كتائب عز الدين القسام” بوقف العمليات العسكرية ضد إسرائيل في المرحلة المقبلة، مؤكدة أن المقاومة هي حق مشروع للشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه وأرضه.