نجح المكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، برئاسة محمد راوراوة، بتزكية ساحقة من طرف أعضاء الجمعية العامة للفاف، وذلك خلال الدورة العادية المنعقدة صبيحة أمس الأربعاء بقاعة المؤتمرات التابعة لفندق ”الشيراطون”، وهي التزكية التي تمت في ظرف زمني قياسي، في غياب أي اعتراض من أعضاء الجمعية العامة بخصوص تسيير الشؤون الإدارية للفاف. هذا الفوز الكاسح يعني حصول راوراوة على الضوء الأخضر لمواصلة إشرافه على رأس المنظومة الكرة الجزائرية إلى غاية نهاية الموسم الجاري، مع المطالبة بضرورة ترشحه لعهدة أخرى ستحمل الرقم 3 على رأس الاتحادية، بعد عهدتين ناجحتين إلى أبعد الحدود خاصة وأن المعني لمح إلى ذلك بالحديث عن مشاريعه المستقبلية على المديين المتوسط والطويل. حلم بناء فندق الفاف وفق الحاج راوراوة في كسب كل الأطراف بسياسته واستراتيجيته التي في مقدمتها مشروع إنجاز فندق الاتحادية بضاحية دالي إبراهيم، وهو المشروع الذي وافق عليه أعضاء الجمعية العامة، وسيرى النور خلال السنوات الثلاث القادمة. نجاح منطقي لرجل الإجماع تعد هذه التزكية المطلقة وبالإجماع منتظرة، سيما وأن راوراوة يبقى الرجل الذي يحظى بثقة كل الأطراف الفاعلة في الوسط الكروي ببلادنا، خاصة رؤساء الرابطات والأندية، مع انحصار المعارضة في بعض قدماء اللاعبين الدوليين لسنوات الثمانينات، لكن رؤساء الأندية والرابطات يشكلون كتلة تضم 92 عضوا من التركيبة الرسمية للجمعية العامة للفاف، هذا فضلا عن تواجده كممثل للجزائر في المكتب التنفيذي لكل من الفيفا والكاف. حضور 118 عضوا من أصل 134 انعقدت دورة أمس بحضور 118 عضوا من أصل ال134 الذين يشكلون تركيبة الجمعية العامة، ما يعني توفر النصاب القانوني وفقا لما هو منصوص عليه في القانون الأساسي للاتحادية. تكريم خاص لبوعلام طياب كانت بداية الأشغال بتكريم رئيس شبيبة بجاية بوعلام طياب الذي تم اختياره كأفضل رئيس ناد للسنة المنصرمة، ونصر الدين سليماني الذي ظفر بوسام استحقاق عن جائزة أفضل مسير لشركة وداد تلمسان، قبل أن يعرض رئيس الفاف ملخص الحصيلة الأدبية لنشاطات الاتحادية. راوراوة: ”الخضر في مرحلة انتقالية” ركز راوراوة في كلمته التي ألقاها على الحاضرين على فشل المنتخب الوطني في التأهل إلى ”كان 2012”، وأرجع سبب ذلك إلى المرحلة الانتقالية التي مر بها المنتخب، على خلفية التغيير الذي حصل على مستوى العارضة الفنية، ولو أنه اعتبر الإقصاء بمثابة التجربة القاسية التي سمحت للمتتبعين بالاقتناع بعدم قدرة الإطار المحلي على قيادة ”الخضر”، ما جعل الاتحادية تقرر استقدام مدرب أجنبي. اشترطت على حاليلوزيتش التأهل لمونديال 2014 أصر راوراوة على فتح قوس ليستعرض خطوات إبرام الصفقة مع التقني الفرانكو بوسني وحيد حليلوزيتش، خاصة منها المناقصة التي تم الإعلان عنها لكل المدربين الأجانب في منتصف شهر جوان الفارط، وإدراج شرط العمل من أجل التأهل إلى مونديال البرازيل كبند أساسي في العقد، كما أن راوراوة اعتبر الإقصاء من تصفيات ”الأولمبياد” نكسة للكرة الجزائرية، خاصة المقابلة الأخيرة ضد نيجيريا. الكل مطالب بإنجاح الاحتراف أشار راوراوة في كلمته بأن السنة الماضية عرفت دخول الأندية الجزائرية عالم الاحتراف، وهي مرحلة حاسمة تجبر كل الأطراف الفاعلة على العمل بجدية من أجل المساهمة في بلوغ درجة ”الاحترافية” في جميع الجوانب، سيما منها التسيير والعقليات، لأن اللاعبين مازالوا يحتجون على قرارات الحكام، والأنصار لم يتمكنوا من التخلص من ”الشوفينية” المبالغ فيها، ومظاهر العنف في الملاعب تبقى من أبرز النقاط السوداء في الملاعب الجزائرية، رغم أن رئيس الفاف أوضح في هذا الإطار بأن عضويته في المكتب التنفيذي للفيفا سمحت له بالوقوف على المكانة المرموقة التي تحتلها الجزائر في الخارطة الكروية العالمية، لأن بلادنا تبقى، على حد تصريحه، من أكثر دول العالم ممارسة للنشاط الكروي بانخراط نحو 1500 فريق في كل الرابطات، أغلبها من الهواة، والمشكل يبقى مطروحا بخصوص المرافق الرياضية والمنشآت القاعدية الكفيلة بتطوير الممارسة.