أدى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس السبت، اليمين الدستورية كرئيس للبلاد لمدة عامين كما تنص المبادرة الخليجية الموقعة بين المولاة والمعارضة اليمنية في نوفمبر. وتعهد هادي عند أداء القسم بأن يكون محافظا على النظام الجمهوري وحاميا للدستور وللقانون، وأن يعمل جاهدا من أجل إخراج اليمن من محنة استمرت عاما. وقال في كلمة عقب أداء القسم ”السلطة في اليمن أصبحت مسنودة بشرعية شعبية لا يمكن التشكيك بها أو الانتقاص منها”، مؤكد أن الانتخابات ”منحت اليمنيين الأمل وهي تحمل الأحزاب والقوى السياسية مسؤولية لتجاوز الماضي”. وأثنى الرئيس المنتخب على ثقة الشعب اليمني به كرئيس توافقي لمرحلة وصفها بأنها من أصعب المراحل التي مر بها التاريخ اليمني الحديث، مؤكدا أن الشعب لم يعد يقبل بأنصاف الحلول. وقال إن ”اليمن ليس بحاجة إلى فترة كيدية بل إلى العمل لبناء دولة”. وفاز هادي بمنصب رئيس البلاد اثر انتخابات رئاسية مبكرة وفقا للمبادرة الخليجية بنسبة تصل إلى 99٪ من إجمالي المشاركين في الاقتراع. وحضر مراسم تنصيب هادي أعضاء مجلسي النواب والشورى وأعضاء الحكومة اليمنية والسفراء العرب والأجانب المعتمدون لدى صنعاء. وحصد هادي حسب نتائج اللجنة العليا للانتخابات أكثر من 6،6 ملايين صوت وبنسبة 65٪ من إجمالي المسجلين في كشوفات الناخبين البالغ عددهم نحو عشرة ملايين. وامتنعت قوى سياسية مستقلة عن المشاركة في انتخاب هادي أبرزها ”الحراك الجنوبي” الذي يدعو لانفصال جنوب اليمن عن شماله بالإضافة الحوثيين في أقصى شمال البلاد القريب من الحدود السعودية. وكان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عاد إلى صنعاء إثر رحلة علاجية في الولاياتالمتحدةالأمريكية من آثار جروح تعرض لها خلال محاولة اغتياله في مسجد النهدين في جوان الماضي. وقال صالح لدى وصوله إلى مطار صنعاء عن انتخاب نائبه هادي كرئيس لليمن لفترة انتقالية مدتها سنتين أن هذا ”من شأنه أن يغلق الباب أمام أزمة بين الأطراف السياسية في البلاد من أجل التفرغ لتنمية اليمن” ودعا إلى فتح صفحة جديدة لبناء اليمن. وكان صالح قد تخلى عن السلطة في البلاد في نوفمبر الماضي ضمن اتفاق يمنع ملاحقته قضائيا ويسمح بنقل سلطاته إلى نائبه السابق، حسبما نصت عليه المبادرة الخليجية التي مهدت الطريق لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد.