يعيش سكان حي عين العرايس، بمدينة المدية، ظروفا مزرية في بيوت مشيدة من الطوب، رغم أن هذه البنايات مصنفة ضمن أخطر البناءات وأكثرها هشاشة، فإن أزيد من 250 عائلة لازالت تحتمي بسكنات يعود بناؤها إلى الحقبة الاستعمارية، وتفتقر البنايات إلى أدنى أسس السكن. أبدى سكان الحي استياءهم من صمت ولامبالاة المسؤولين رغم درايتهم الكافية بمشكلهم، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، حسب تعبيرهم، فعند دخولك إلى الحي تشد انتباهك مجموعة من البيوت القصديرية المبنية بالطوب، أكد السكان أنه تم بناؤها خلال سنوات التسعينيات حين فر العديد من أبناء هذا الحي من القرى والمداشر بحثا عن الأمن الذي كان أهم مطلب في تلك الفترة العصيبة التي مرت على البلاد عامة والمدية على وجه الخصوص. وفي هذا الصدد أشار محدثونا إلى أنهم يعيشون تحت وطأة الفقر والحرمان رغم أن هذه المنطقة تدخل ضمن المحيط العمراني لبلدية ذراع السمار، إلا أن الوضع العام للحي لا يوحي بذلك، بل يهيأ لزائرها أنه في منطقة نائية، حيث المسالك الترابية التي يصعب حتى على البهائم السير عليها. وما زاد الطين بلة، انعدام كلي لمتطلبات الحياة الكريمة، أين يقوم السكان بجلب الماء على ظهور الدواب إلى جانب حفر خنادق لصرف فضلاتهم، ما ساهم في ظهور العديد من الأمراض، ناهيك عن حياة أغلب هذه العائلات في فقر مدقع. وحسب آخر الإحصائيات فإن عدد سكان الحي يصل إلى حوالي 1000 نسمة، إذ يقول السكان إنهم لم يستفيدوا مطلقا من أي مشاريع للتهيئة على غرار باقي الأحياء الموجودة بوسط المدينة، فلا أرصفة ولا مجاري مياه ولا إنارة عمومية، الأمر الذي ساعد على انتشار الحيوانات الضالة بكل أنواعها.. ما عدا الطريق الرئيسي الذي يربط الحي بوسط المدينة الذي تمت تهيئة جزء منه. وقد عرف الحي توسعا كبيرا في الفترة الأخيرة بعدما لجأ إليه الكثير من أبناء المدية، ممن عجزوا عن الحصول على سكن لائق واضطروا إلى اللجوء إلى هذه البيوت القصديرية، ليبقى الحل في يد المسؤولين الذين - حسب حديث السكان - لا يزورون الحي إلا خلال المواعيد الانتخابية.