تشهد مراكز التكوين، في الآونة الأخيرة، بالعاصمة، إقبالا كبيرا من طرف الفتيات للتسجيل في جميع التخصصات المهنية التي كانت حكرا على الرجال، ومنها البناء والطلاء وفروع الصناعة الميكانيكية، للتأقلم مع متطلبات سوق العمالة بالجزائر. يعتبر قطاع التكوين والتعليم المهنيين همزة وصل تمكن الشباب من ولوج عالم الشغل بكفاءات تمكنهم من المساهمة في التنمية الوطنية، كما هو قطاع يعتني باليد العاملة الشغيلة، وذلك بتأهيلها وتكييف معارفها بصفة دورية تماشيا مع متطلبات المهنة، حيث فتحت مؤسسات التكوين بالعاصمة المجال للراغبات في اكتساب تأهيل مهني في بعض التخصصات الصعبة كالنجارة والتأثيث، البناء والأشغال والعمومية، والإنشاءات الميكانيكية والصناعة الحديدية، بالإضافة إلى الصناعة الجلدية والكهرباء والإلكترونيك، وغيرها من التخصصات. وفي هذا الشأن ارتأت "الفجر" الوقوف على شهادات بعض الفتيات اللواتي اخترن دخول تخصصات صعبة وتحدي العقبات. بإمكانهن خوض التجربة بكل جدارة أعربت بعض الفتيات اللواتي تحدثنا إليهن عن ميولهن لخوض هذه التجربة الفريدة من نوعها، وهي التكوين في بعض التخصصات التي لطالما كانت حكرا على الشباب، ويصعب تصور امرأة تقوم بها. في هذا الإطار، قالت منال: "أجيد الطلاء"، مشيرة أن عائلتها توكل لها مهمة طلاء جدران المنزل في العديد من المناسبات لاحترافها هذه المهنة. من جهتها، قالت حياة إنها تعلمت صنعة البناء من والدها الذي يشتغل بناء، قائلة: "لم لا أخضع لتكوين في هذا المجال الذي كثر عليه الطلب في الآونة الأخيرة زيادة على أنها مهنة تجني أموالا كبيرة؟". ...وآخرون اعتبروها خطرا على المرأة ولمعرفة آراء بعض الشباب حول اقتحام المرأة لمثل هذه التخصصات، قال محمد موظف في شركة عمومية أن العولمة والتحضر أعطت الفرصة للنساء للخوض في عدة مجالات لطالما كانت حكرا على الرجال ذوي البنية القوية، وحسب رأيه "هناك بعض التخصصات تفقد المرأة أنوثتها"، مضيفا "لا يمكن تصور امرأة وهي بدل الميكانيكي أو الحداد". وفي السياق ذاته، قال سمير، يعمل في مجال البناء: "إن الأمر سيكون صعبا على بعضهن"، مضيفا أن "مهنة البناء تتطلب من صاحبها أن يكون ذا بنية جسدية قوية بسبب المخاطر التي قد تواجهها وحتى الرجال لا يستطيعون تحمل الأعمال الشاقة فكيف ذلك بالنسبة للنساء". 2.349 بالمائة من النساء الماكثات بالبيت تلقين تكوينا وحسب التقرير الولائي حول التكوين والتعليم المهنيين في ولاية الجزائر، فإن الإمكانيات النظرية للاستقبال لدى المؤسسات التكوينية تكشف أن الدخول المهني الجديد شهد إقبال الفتيات على دراسة هذه التخصصات، وذلك بمعدل 23740 مقعد بيداغوجي و1754 سرير للداخليات. وأفاد ذات التقرير بأن عملية التكوين تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي التكوين الحضوري، والتكوين عن طريق التمهين والتدريب والتكوين عن بعد، حيث بلغت نسبة تكوين النساء الماكثات بالبيت 2.349 بالمائة. وعلى سبيل المثال، تنوعت التخصصات التي توفرها مؤسسة ڤاريدي بالقبة، مركز التكوين بالرويبة، مركز التكوين بالرغاية، مركز التكوين المهني باب الوادي إناث، مركز التكوين بالكاليتوس، كصيانة الأنظمة الميكانيكية والآلية، والزخرفة، والطلاء وتركيب الزجاج، تسيير أشغال البناء، التهيئة العمرانية، الخراطة، تركيب وصيانة أجهزة التبريد والتكييف، البناء والأشغال العمومية، الصناعة الجلدية وغيرها من التخصصات، حيث بلغ تعدد المتكونات حسب أنماط التكوين 20 بالمائة، منهن 44 متكونة عن طريق المعابر،41 عن طريق التكوين التعاقدي بشهادة التأهيل، 2.349 تكوين المرأة الماكثة بالبيت، 3.068 تكوين عن طريق التمهين وغيرها. وتجدر الإشارة أن الدولة وفرت جميع الإمكانيات المتاحة وبرنامج الاستثمار والمتمثل في تخصيص ميزانية التجهيز وميزانية الولاية الكفيلة بتحقيق أهداف القطاع، الرامية إلى تثمين التكوين والتعليم المهنيين كمسار استراتيجي مساهم بصفة فعالة في الجهد الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.