يبدو أن أيام عبد العزيز بلخادم على رأس الحزب العتيد باتت معدودة، ليس فقط لأن الرجل أخلط أوراق الحزب خلال الترشيحات وفتح بذلك باب جهنم على نفسه بعدما أخلف وعوده مع حركة تأصيل جبهة التحرير التي يقوده صالح ڤوجيل، وإنما بعدما تبرأت منه، أول أمس، رئاسة الجمهورية في بيان لها تعليقا على مشاركته في منتدى حول كتابة التاريخ بمرسيليا، نظمته ”الخبر”الجزائرية و”ماريان” الفرنسية. وليس فقط رئاسة الجمهورية من تبرأت من الرجل، عندما قالت أنه ذهب إلى مرسيليا بقبعة الأفلان، بل أيضا مناضلو الأفلان رفضوا أن يذهب إلى المنتدى تحت هذه القبعة، والجبهة هي من هي عندما يتعلق الأمر بالحديث عن التاريخ وعن فرنسا. خلط أوراق بلخادم كان أمس على مستويات عميقة، بعد أن رفض مرشح الرئاسيات الفرنسية فرانسوا هولاند أن يلتقي بالأمين العام للأفلان في ندوات منتدى الخبر ماريان، لأن المرشح الاشتراكي يقوم بحمله انتخابية، وخاف أن تستعمل المناظرة ضده، وضد تاريخ بلاده ويخسر مكاسب سياسية، فكانت الصفعة التي تلقاها أمس الأفلان مدوية، وصل دويها إلى أعالي المرادية، وإلى كل شبر من الجزائر. لا أظن أن بلخادم كان يجهل عقبات فعلته عندما قبل الذهاب إلى مرسيليا ومناظرة فرانسوا هولاند، بل الرجل حسب حسابات 2014، وراح يقدم ولاءه لفرنسا ظنا منه أنها مازالت لها يد في ”تعيين” رؤساء الجزائر، فعين الرجل على كرسي المرادية، ولهذا السبب ذهب مهرولا إلى مرسيليا؟! لكن النتيجة جاءت مخيبة، إلى درجة اضطر بلخادم إلى العودة مسرعا، لكن بعد ماذا، بعد أن تبرأ منه ولي نعمته بوتفليقة، فاهتز عرش الأفلان تحته، هكذا ”يعلم” التاريخ في جزائر أفلان 54 يا سيادة الأمين العام وهكذا يكتب أيضا؟! هولاند يخاف من السقوط في الانتخابات إذا كتب التاريخ مع بلخادم.. وبلخادم لا يخاف سقوط حزبه التاريخي إذا كتب التاريخ مع هولاند في مرسيليا وليس في الجزائر.. إنه البؤس والهوان الذي وصلت إليه رموز النخبة في الجزائر!.