بلخادم كان محقا عندما طلب من أنصاره التقرب من الولاة لمساعدة حزبه على الفوز بالانتخابات القادمة.. فالأفالان لم يبق أمامها كي تفوز بالانتخابات سوى القيام بالتزوير.. لأن الوضع الذي عليه الحزب بالنسبة للبرنامج الانتخابي وبالنسبة للرجال المرشحين يدفع إلى خسارة لم تعرفها الأفالان طوال تاريخها! بعض المعلومات تقول: إن مصالح الأمن تحقق مع رؤوس القوائم الذين يشتبه في أنهم اشتروا رؤوس القوائم بمبالغ مهولة.. ويشمل الأمر كل الأحزاب تقريبا.. ولكن الأمر بالنسبة للأفالان يتجه إلى تعميق التحقيق حول الوجهة التي ذهبت إليها تلك الأموال! بيع رؤوس القوائم في الحقيقة جناية يعاقب عليها القانون لو كانت البلاد تحترم القانون وتطبقه! لكن الدعوة إلى تزوير الانتخابات صراحة كما قال بلخادم أمام الذين باع لهم رؤوس القوائم وأمام الوسطاء الذين يسمون محافظين فهذا أمر آخر لا يقل خطورة عن بيع مقاعد البرلمان من طرف الأحزاب! الأفالان تعيش الربيع العاصف.. ومناضلو اللجنة المركزية يطاردون بلخادم "زنقة زنقة" وهو يختبئ في حيدرة التي أصبح ثوار الربيع الأفالاني يسمونها العزيزية! وقد أغلق بلخادم باب العزيزية في وجه قيادة حزبه.. ثم اضطرت القيادة أن تجتمع عند بومهدي! لا شك أن تعويل بلخادم على الولاة لإنجاح حزبه هو مقدمة لكي يقول بلخادم: إن الولاة هم الذين أشاروا عليه بهؤلاء الذين وضعهم على رؤوس القوائم! بعد أن كشف أمره بخصوص ادعائه بأن الرئيس والأمن هما اللذان أشارا عليه بهذه الأسماء! بالأمس قابلت صدفة في شوارع العاصمة أحد المناضلين في صفوف قيادة الأفالان.. وسألته: لماذا يتمسك بلخادم بالحزب رغم أن عدد الموقعين ضده قبل بلغ أكثر من 200 شخص؟! فهل التمسك بحرفية القانون مسألة مقبولة أخلاقيا من طرف بلخادم وهو الذي وصل إلى ما وصل إليه بما سمي بعدالة الليل؟! وماذا سيخسر بلخادم إذا رحل بكرامة؟! ماذا بقي له من طموح؟! وهو الذي تولى رئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان؟! ماذا بقي له من منصب يريد الوصول إليه ويجعله يتمسك بأمانة الحزب هكذا وبطريقة بائسة يائسة؟! المضحك فعلا في موضوع بلخادم وقيادته هو قوله: إنه يريد التعاون مع الولاة لتحقيق النجاح في الانتخابات القادمة حتى يهزم خصومه الذين يطالبون برحيله! مثل هذا الكلام وحده كاف كي يرحل وبسرعة وقبل الانتخابات لأن الرجل أصبح يهذي ويقول كلاما غير مسؤول بالمرة.. ويضعه تحت طائلة القانون.