أفادت مصادر عليمة ل "الفجر" أن عددا من المديرين التنفيذيين بمركب "أرسلور ميتال" عنابة كانوا قد شنوا صباح أمس احتجاجا داخل المركب مطالبين إدارتهم التي يرأسها مدير أمريكي الجنسية خلفا لفانسون لوغويك الفرنسي، الذي تولى تسيير شؤون مجموعة "أرسيلور ميتال" لشمال إفريقيا من المغرب، طرد عشرات الشبان الناشطين ضمن عقود عمل مؤقتة نتيجة عرقلتهم عمل الوحدات الإنتاجية، ووحدات الشحن، عقب مباشرتهم إضرابا عن العمل ومكوثهم ليلا نهارا بعين المكان، متسببين في شلل كامل لحركة النقل التي توقفت نهائيا منذ حلول شهر أفريل. وأضافت مصادر "الفجر" أن حجم الخسائر الناتجة عن الحركة الاحتجاجية لعمال الشركات المناولة كان قد فاق 30 مليار سنتيم في ظرف وجيز. وعلى الرغم من صدور قرار قضائي يقضي بعدم شرعية هذا الاحتجاج، غير أنه لم يتم اتخاذ أي قرار يضع حدا لحالة الفوضى التي تعم المركب، حيث لم يتم التفاوض مع المحتجين المطالبين بإدماجهم مثل زملائهم في مناصب عمل دائمة وفقا لبرنامج الإدماج المتجزئ المعلن عنه السنة الفارطة، كما لم تتدخل النقابة التي ظهر غيابها جليا. وهيبة. ع .. والنقابة تتبرأ من هذا الاحتجاج أكدت مصادر نقابية بالمركب أن الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها هؤلاء العمال ، المنتمون إلى شركات المناولة المتعاقدة مع مركب أرسلور لا تعني النقابة كون هؤلاء موظفون لدى شركات خاصة لكنهم يطالبون بإدماجهم ضمن صفوف عمال المركب وهو المطلب الذي أكدت النقابة أنه غير منطقي ولا أساس قانوني له. وفي غياب الأمين العام لنقابة أرسلور، إسماعيل قوادرية، المترشح للانتخابات التشريعية في قوائم حزب العمال للويزة حنون، أوضح نقابيون أنهم لن يسكتوا عن مثل هذه التجاوزات، حيث تجمعوا أمس رفقة حوالي ألف عامل وإطارت من المجمع ونظموا مسيرة احتجاجية داخل المصنع للتنديد بما وصفوه بالسلوكيات "التخريبية" للبعض لتعطيل مسار الإنتاج ومخطط إصلاح المركب؛ حيث توقفوا أمام مقر المديرية العامة للمركب للتعبير عن دعمهم ومساندتهم للإدارة الجديدة في مساعيها لتطبيق خطة الاستثمارات وتجديد منشآت المركب. ودعا النقابيون والعمال السلطات العمومية للتدخل لفرض سلطة القانون، خاصة وأن محكمة عنابة كانت قد أصدرت في الثامن من أفريل الجاري قرارا قضائيا يأمر العمال المحتجين بمغادرة المصنع وعدم تعطيل الإنتاج بورشات المصنع، إلا أن هذا القرار القضائي لم يطبق لحد الآن، حسب النقابة، بسبب تقاعس مصالح الأمن الداخلي للمركب عن تنفيذه. وطالب العمال والنقابيون بتحرك السلطات العمومية لتمكين المصنع من العودة للعمل وجددوا رفضهم لاتخاذ بعض الأطراف من خارج المركب المؤسسة رهينة. ومن جهتها، عبرت المديرية العامة الجديدة لمركب أرسلور ميتال، التي يرأسها الأمريكي جو كزادي، عن شكرها لموقف عمال وإطارات المركب في وقوفهم للدفاع عن مكتسبات هذا الأخير.