النص الأدبي مطالبٌ بالتعمق في المحلية خلُص الأساتذة المشاركون في الملتقى الوطني الأول حول مخبر المصطلح والمخطوط والأدب الجزائري المكتوب في الصحافة، تحت عنوان ”التجريب في الرواية الجزائرية المعاصرة”، أن هذه الأخيرة مطالبة اليوم بالتعمق في المحلية لدخول رحاب العالمية. استنتج المشاركون في فعاليات هذا اليوم الدراسي، الذي أقيمت فعالياته عشية أول أمس بجامعة الجلفة، أن ذات الرواية تقوم على أشكال متنوعة تصنع بهجة أصناف سردية متعددة، بعضها واقعي، وبعضها الآخر ‘'فنتازي''، وهناك توجه أثري تاريخي، وآخر ذهني فلسفي، كما نجد توجها شعبيا، أو تقديما رؤيويا لزمن مستقبلي. الملتقى الذي نظم بمعهد الآداب و اللغات بقسم اللغة العربية بجامعة زيان عاشور بالجلفة، ألقيت فيه عدة محاضرات، منها محاضرة للدكتور إبراهيم شعيب بعنوان ”تحليل رواية لونجة والغول لزهور ونيسي”، و أخرى بعنوان ”تحول النظرة الإيديولوجية في الرواية الجزائرية المعاصرة” للأستاذ موسى عتيق من جامعة المسيلة، بالإضافة إلى محاضرات تطرقت إلى مختلف قضايا التجريب في الرواية الجزائرية المعاصرة، مثل ”المثقف المستلب في الرواية الجزائرية” للأستاذ لطرشي الطيب من جامعة الجلفة، لتأتي بعدها الأستاذة ميرة كربوعة والأستاذة نصيرة لكحل من جامعة الجلفة في مداخلة حول ”التجريب في الفاتحة الروائية - كتاب الأمير لواسيني لعرج نموذجا”. ويأتي التجريب في الرواية الجزائرية - حسب الأساتذة المشاركين - في هذا الملتقى بعد أزمنة تشكل كبيرة، إن قيست بالتجربة وليس بالزمن الذي يعد قصيرا بالمقارنة مع الرواية العالمية مثلا. و قد قال المشرف على هذا الملتقى الدكتور خويلد محمد الأمين، في تصريح ل ”الفجر”، إنّ مثل هذه الملتقيات العلمية تهدف إلى وضع لبنات صلبة للبحث الأكاديمي بين مختلف جامعات الوطن في ميدان. وحسب لطرشي الطيب، رئيس الملتقى، فالتجريب الروائي أفاد الرواية الجزائرية وأمتع القارئ لاكتساب مهارات و أفكار جديدة، مؤكدا أنّ هناك بعض الروايات تميزت بأسوب راقي جدا ولكن كانت هدّامة من ناحية الفكر. كما أوضح الأستاذ الدكتور لخضر حشلافي، رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى، أنّ هذا الملتقى سيتم فيه طبع أشغال الملتقى في مجلة علمية محكمة. ومن بين التوصيات التي توصل إليها المشاركون ضبط مفهوم التجريب وآلياته في جميع الاجناس الأبية، وكذا الدعوة إلى البحث في هذه الشعبة في الرواية وكافة الأجناس الأدبية وذلك من خلال الرسائل و الأطروحات.