فرضت مصالح الشرطة وقوات مكافحة الشغب طوقا أمنيا وأغلقت كل المداخل والطرق والشوارع المؤدية إلى ساحة البريد المركزي، في خطوة منها لمنع وصول الآلاف من جنود التعبئة الاحتياطيين الذين حاولوا، صباح أمس، لدى قدومهم من 42 ولاية، تنظيم وقفة احتجاجية هناك، والتجمع بقوة بعد ”خيبة الأمل الكبيرة والصدمة” التي تلقوها الأسبوع المنصرم، لما توجه وفد يتشكل من ممثليهم نحو مقر الوزارة الأولى للاستفسار عن مآل المطالب التي أودعوها لدى مصالح الوزارة الأولى، ليكون الجواب بأن انشغالاتهم ومشاكلهم توجد قيد الدراسة، الأمر الذي رفضه ممثلو جنود التعبئة الاحتياطيين وقرروا التجمع في العاصمة، لكن دون أن يحددوا التاريخ والمكان. ومنذ الساعات الأولى من صباح أول أمس، قامت مصالح الشرطة وقوات مكافحة الشغب بتوقيف واعتقال كل مجموعة من جنود التعبئة الاحتياطيين الذين حاولوا التوجه نحو مقر البريد المركزي، وشرعت في تنفيذ العملية منذ الساعة الخامسة صباحا، واستمرت مطاردات الشرطة وحملة الاعتقالات الواسعة التي أطلقتها حتى السادسة مساء من اليوم نفسه. وأحكمت الشرطة قبضتها وتمكنت من اعتقال الآلاف من جنود التعبئة الاحتياطيين واقتادتهم إلى العديد من مقرات الأمن ليخلى سبيلهم فيما بعد. وتتضمن عريضة المطالب الخاصة بجنود التعبئة الاحتياطيين التي وجهوها لمصالح الوزارة الأولى، في وقت سابق، وتحوز ”الفجر” على نسخة منها، الاعتراف والتقدير من أكبر سلطة في البلاد لما قدمته فئة التعبئة الاحتياطيين (حسب وعود رئيس الجمهورية)، والاستفادة الكاملة من قانوني المصالحة الوطنية والوئام المدني، والتعويضات المعنوية والمادية لأفراد التعبئة الاحتياطيين (حسب وعود قيادة الجيش)، وإصدار نص أو قانون المنحة الشهرية لأفراد التعبئة الاحتياطيين. ويطالبون أيضا بالتعهد بالتكفل الصحي لفئة التعبئة والاستفادة من امتيازات المراكز الصحية (حسب وعود قيادة الجيش)، وإعطاء الأولوية لهم في السكن والعمل (حسب وعود قيادة الجيش)، وتسوية وضعية الضمان الاجتماعي، والاستفادة من القروض بدون فائدة والإعفاء الضريبي، وإصدار نص القانون الأساسي لأفراد التعبئة في المرسوم الرئاسي، والاستفادة من رخص الاستغلال المختلفة (مقهى، طاكسي، سيارة أجرة..)، وكذا منحهم بطاقة الأولوية، وتطبيق اللائحة التي نصت على عدة مزايا لأفراد التعبئة بعد أداء الواجب الوطني. ن. ق. ج