نقلت مصادر مقربة من كزافيي ديريانكور، السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر، أمس، أن نيكولا ساركوزي سارع الى تنحيته من سفارة باريس بالجزائر عشية الرئاسيات الفرنسية، لبعثرة كل المشاريع السياسية والاقتصادية لفرانسوا هولاند تجاه الجزائر في حال وصوله إلى قصر الإليزيه. ونقلت نفس المصادر حسب ماسربته الصحافة الفرنسية الصادرة أمس، أن تغيير السفير الفرنسي بالجزائر كزافيي ديريانكور عشية الانتخابات الرئاسية لفرنسا والتي سبقت "الفجر" إلى كشفه، أعدت له مخابر الرئيس الأسبق لفرنسا نيكولا ساركوزي مسبقا، لبعثرة المشاريع السياسية والاقتصادية للرئيس الجديد فرنسوا هولاند بالجزائر، وأعطى ساركوزي الذي لم يصمد أمام غريمه، مرشح الاشتراكيين، الضوء الأخير لتنفيذ هذا المخطط بعد بروز كل المؤشرات ونتائج سبر آراء التي مهدت الطريق لفرنسوا هولاند لدخول قصر الإليزيه. وحسب نفس المصادر، زادت رغبة ساركوزي في تنفيذ مخططه سالف الذكر بعد عديد الرسائل وجهها هولاند لتحسين العلاقات الجزائرية الفرنسية وطي الملف التاريخي، سواء خلال حملته الانتخابية أو في لقائه بمختلف الفاعلين السياسيين بالجزائر، خاصة وأن الرئيس الجديد أدى زيارة للجزائر سنة 2011 والتقى فيها رؤساء العديد من الأحزاب السياسية، ويعود الفضل في عودة دفء العلاقات الجزائرية الفرنسية في السنوات القليلة الأخيرة إلى مساع قامت بها بعض الوجوه الثقيلة من التيار الاشتراكي التي حفظت ماء وجه سياسة الرئيس ساركوزي منها الوزير الأول الأسبق جون بيار رافاران، ومارتين أوبري من الحزب الاشتراكي. ويرى الكثير من المتتبعين للعلاقات الجزائرية الفرنسية أن الرئيس الفرنسي الجديد لا يواجه صعوبات كثيرة في معالجة الملفات الجزائرية الفرنسية، منها ملف الهجرة والملف التاريخي والعلاقات الاقتصادية وتنقل الأشخاص للعديد من الأسباب منها ماهو تاريخي ممثلا في أن العلاقات الجزائرية الفرنسية كانت دائما يحكمها الاحترام والمصالح المتبادلة في ظل حكم الاشتراكيين لعل آخرهم الرئيس جاك شيراك، وهو ما اعترف به السفير الأسبق كزافيي دريا نكور الذي أكد في ندوة صحفية "أن العلاقات الجزائرية الفرنسية كانت أحسن في حكم الرئيس جاك شيراك مقارنة بحكم الرئيس نيكولا ساركوزي". رشيد. ح بوتفليقة في برقية تهنئة لفرانسوا هولاند "الجزائر مستعدة للعمل معكم لتعزيز التعاون بين البلدين" وجه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة برقية تهنئة لفرانسوا هولاند، الرئيس الفائز بالدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي حسمت نتائجها أمس لمرشح الاشتراكيين بأكثر من 51 بالمائة من أصوات الناخبين ضد الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي. وقال الرئيس بوتفليقة في رسالته أمس، حسب نص برقية "واج" إن الجزائر مستعدة للعمل معكم من أجل تعزيز التعاون بين الجزائر وباريس وهو التعاون الذي قال عنه الرئيس بوتفليقة "يكون في مستوى إمكانيات البلدين، ويتساوق مع ما لعلاقاتنا من بعد إنساني ومع الشراكة الاستثنائية التي نطمح إلى بنائها". وحث الرئيس في رسالته على ضرورة تعميق الحوار لمواجهة تحديات المجموعة الدولية في تحقيق غايات السلم والاستقرار والرقي التي ننشدها في فضائنا المتوسطي وعبر العالم. رشيد. ح رئيس أكاديمية المجتمع المدني الجزائريبفرنسا ل"الفجر" "فوز هولاند فرصة لطي الملف التاريخي العالق بين فرنساوالجزائر" أفاد محمد صغور، رئيس أكاديمية المجتمع المدني الجزائريبفرنسا، أن فوز فرانسوا هولاند في الرئاسيات الفرنسية مؤشر إيجابي على عودة دفء العلاقات الجزائرية الفرنسية، مضيفا أن هذا الأخير قادر على طي الملف التاريخي العالق بين البلدين. وقال محمد صغور في تصريح ل"الفجر" إن فوز فرانسوا هولاند في الدور الثاني من نتائج الانتخابات الرئاسية بفرنسا كان منتظرا للعديد من العوامل منها نتائج سبر الآراء الأولية وكذا الشعبية التي أبرزها مرشح تيار الاشتراكيين طيلة عمر الحملة الانتخابية التي خاضها سواء في الدور الأول أو الثاني وأخيرا البرنامج الانتخابي لهذا الأخير، خاصة ماتعلق بالملفات الاجتماعية والهجرة والجاليات المهاجرة. وقال محدث "الفجر" إن صعود هولاند إلى قصر الإليزيه سيعطي نفسا جديدا للعلاقات الجزائرية الفرنسية بمنطق "رابح – رابح" لاسيما وأن الرئيس الجديد لفرنسا يملك شبكة علاقات صداقة مع مختلف الأطراف السياسية الفاعلة بالجزائر، حسب صغور، مضيفا في هذا السياق أن "الرئيس هولاند بإمكانه أيضا طي الملف التاريخي العالق بين الجزائروفرنسا بكل عدالة وبما يرضى المطالب العادلة للجزائريين في مقدمتها الاعتراف بجرائم فرنسا الاستعمارية طيلة 123 سنة من الاستعمار وكذا التعويض" وهو ما وعد به خلال الحملة الانتخابية الأخيرة. وأوضح صغور أن عودة دفء العلاقات الجزائرية الفرنسية بسرعة مرهون بمدى التزام فرانسوا هولاند بتطبيق وعوده الخاصة بالجزائر والجالية الجزائريةبفرنسا ميدانيا في أقرب وقت ممكن وهي الوعود التي جعلت أكثر من 2 مليون جزائري بفرنسا يدعمون سباق هولاند الذي انتهى به إلى رأس الإليزيه، حسب المتحدث. رشيد. ح المؤرخ والحقوقي الفرنسي جيل منسرون: "رحيل ساركوزي باب لاعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر" احتضنت الأحد، قاعة المحاضرات بمجمع سويداني بوجمعة لجامعة قالمة فعاليات الملتقى الدولي العاشر حول مجازر 8 ماي 45 وذلك بحضور العديد من الأساتذة والمؤرخين، على غرار المؤرخ والحقوقي الفرنسي، جيل منسرون، الذي اعتبر رحيل ساركوزي فرصة لتصحيح أخطاء الماضي. اعتبر المؤرخ والحقوقي الفرنسي، جيل منسرون، أن مجازر 08 ماي 45 جريمة ضد الإنسانية مهما حاول الفرنسيون إخفاء الحقيقة، مؤكدا أن فرنسا الآن في مفترق الطرق بعد رحيل ساركوزي، إما أن تدير ظهرها للحقائق التاريخية وتتنصل من جرائمها أو تفتح صفحة جديدة وتعمل مع المؤرخين والاعتراف بجرائم 08 ماي 45 و20 أوت 55، مضيفا أن تشويه التاريخ عمل غير أخلاقي صنعته حقبة ساركوزي من خلال قانون تمجيد الاستعمار، هذا الذي اعتبره المؤرخ والحقوقي الفرنسي، جيل منسرون "باطلا ولابد أن يسقط وأمامنا نحن العلماء والمؤرخون ومناضلو حقوق الانسان عمل كبير لإقناع اليمين الفرنسي المتطرف بالضغط على القادة الفرنسيين وإجبارهم على الاعتراف بما اقترفوه من جرائم في حق الشعب الجزائري".